×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

انتخابات جدة تجربة تسيء لمؤسسات المجتمع المدني






بقلم / أ. ناصر الشهري
ما حصل في انتخابات الغرفة التجارية بجدة يدعو إلى التوقف أمام مشروع مؤسسات المجتمع المدني وثقافة الانتخابات وما إذا كنا مؤهلين لممارسة المشروع من منطلق الوعي والمسؤولية. ثم لماذا جدة بالذات هي مصدر الفوضى والبلبلة سواء في انتخابات الغرفة أو انتخابات المجلس البلدي خاصة إذا ما عدنا بالذاكرة إلى الوراء وقرأنا قصة بلدي جدة وما أعقبها من احتجاجات واعتراضات استمرت لعدة شهور تحت عناوين متعددة من الاتهامات والطعون وكذلك الأمر بالنسبة لغرفة جدة في عدة مراحل من انتخاباتها السابقة.
حصل هذا في الوقت الذي سارت وتسير الانتخابات المماثلة في المناطق الأخرى من المملكة دون ضجيج.. وحصل هذا ويحصل في الوقت الذي يرى البعض أن مجتمع جدة لديه رصيد كبير ومتميز من الثقافة التي تجعله أكثر استيعاباً وقدرة على ممارسة دوره في مؤسسات المجتمع المدني منطلقاً من ذلك الرصيد الثقافي.. ثم انكشف سلباً أمام صناديق الاقتراع والضرب بالكراسي تحت \"خيمة الانتخابات\" بفضل دور البعض على مشهد من الرأي العام. ومن خلال هذه التجارب المؤسفة وكي لا تنتقل عدوى التجربة في جدة إلى مناطق أخرى في انتخابات مماثلة فإنني اقترح فرض نظام يمنع تواجد المرشحين في أماكن الانتخابات أو مندوبيهم وأن يتم الاكتفاء بإعطائهم فرصة الترويج لبرامجهم لفترة محددة تنتهي قبل أسبوع من موعد الإدلاء بالأصوات على أن يتضمن النظام إقصاء كل مرشح يثبت حضوره لمقر الاقتراع وذلك منعاً لشراء الأصوات والاشتباكات أو التأثير على الناخبين وتحويل المشهد إلى ما يسيء لمشروع الممارسة النزيهة والرقي أمام الآخرين، خاصة إننا مجتمع مسلم له مكانته وقيمه وأخلاقياته التي ينظر لها العالم باهتمام.
على أنني هنا أشيد وبكل اعتزاز بتجارب مؤسسات أخرى مثل هيئة الصحفيين وجمعية المهندسين السعوديين واللجنة السعودية للإعلام والاتصال التي خاضت التجربة في مرحلتين وكانت جميعها مثالاً للوعي والانضباط والاحترام المتبادل بين كل منسوبيها.. فيا أهل غرفة جدة.. ويا مجلسها البلدي القادم أرحمونا من ضجيج انتخاباتكم أثابكم الله، خاصة بعد كل هذه التجارب المثيرة والمؤسفة في مدينة لم تعد بحاجة إلى مزيد من ضيقة الصدر في ضجيج اختناقات المرور وتقلبات الطقس وهاجس الضنك.


البلاد //
 0  0  2777