×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الجراد الأحمر !

قبل بضعة أشهر حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة من انتشار أسراب الجراد من موطن تكاثره في ارتيريا والسودان باتجاه سواحل البحر الأحمر، مما يهدد الأمن الغذائي والمحاصيل الزراعية في المملكة العربية السعودية والدول المجاورة حيث يمكن أن يقضي سرب واحد في اليوم ما يكفي لإطعام 35 ألف شخص.
يمكن للجرادة الواحدة أن تضع بين 100 -150 بيضة في المرة الواحدة ثلاث مرات خلال دورة حياتها، ليخرج منها حوريات يتزايد حجمها لتصبح جرادة كاملة قادرة على الطيران لمسافات بعيدة متجاوزة البحار والقارات، لكن هذا النوع المسمى "الجراد الأحمر" يحمل في بطونه مئات الديدان على غير العادة، فبعد موته ينشرها في كل مكان.
الزحف الهائل من أسراب الجراد الأحمر الذي انتشر على مسافات هائلة في معظم المناطق وتداولته وسائل التواصل بالصوت والصورة كان مثار قلق لدى معظم المزارعين تحديداً إذ قضى على أكثر محاصيلهم دون أن يكون لهم حول ولا قوة في دفعه أو التخفيف من آثاره، في حين أضحى على بعضهم وسيلة للتكسب في جمعه والمتاجرة به وأكله.
بلادنا حرسها الله مستهدفة من أعدائها، ولن نغفل أن الحروب البيولوجية هي أحد الأدوات من هؤلاء الأعداء، ما يستدعي من الجهات ذات الاختصاص في البيئة والزراعة فحص هذه الحشرات لمعرفة ما تحمله من أمراض وأوبئة قد تنتشر بالديدان في كل مكان، علاوةً على تحذير السكان من تناول هذه الحشرات التي قد تحمل السموم في أجسامها وتنتقل مباشرة لتصيبهم بالأمراض عندما يأكلونها.
لله جنود من مخلوقاته مسخرة بأمره حيث شاء الله لها أن تفعل فعلت نفعاً أو ضراً، فالجراد والقمل والضفادع والبعوض كلها آيات ونذر تبقى مخلوقات لها دورها وأهميتها في الحفاظ على التوازن البيئي، لكنها بين عشية وضحاها ربما أفسدت على أهل الأرض معيشتهم وأهلكت الحرث والنسل.
لا سبيل لدفع البلاء إلا بتوجيه أئمة المساجد للناس عبر منابرهم بالرجوع والانابة إلى الله تعالى مع الأخذ بالأسباب الدنيوية حتى ننعم بالبركات "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض" الأعراف(96).
 0  0  571