×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

إغتنام الفرص

هذا المقال هو امتداد في سياق المقال السابق.

قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:
إذا هَبَّت رِياحُكَ فاغتنمهــــا - فإنَّ لِكُلِّ خافقة سكــــــــــون
و لا تَغفَلْ عَن الإحسانِ فيها - فَلا تَدري السُكونُ متى يَكونُ

لم تأت رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 وفق أحلام تتلاشى مع مرور الوقت دون أن يكون لها أثر ملموس في واقع الحياة، بل جاءت وهي تحمل في طياتها بذور النجاح وذلك من خلال ما تمتلكه المملكة من مقومات وفرص عديدة غير مستغلة، وأهم هذه الفرص كما صرح بذلك صاحب الرؤية -حفظه الله- هي الاستفادة من قدرات الشباب الذين يمثلون النسبة الأكبر في المجتمع السعودي حيث أظهرت الإحصائيات أن الشباب فيما دون سن الثلاثين يتجاوز 67% من المجتمع، مما جعل من الاستفادة من هذا الرافد الكبير والعظيم والمميز هدفاً استراتيجياً وعنصراً هاماً من عناصر الرؤية من خلال العمل على خلق العديد من فرص العمل وتوسيع المجالات التي توفر الفرص الوظيفية للجنسين.
وقد أشار ولي العهد - حفظه الله - عن توفير 90 ألف فرصة عمل سيوفرها قطاع التعدين، واستهداف الرؤية لتوفير مليون فرصة عمل ستعمل على استيعاب الشباب المتدرب والمؤهل وفق الخطط التي تضعها رؤية السعودية 2030.
لذلك فإن هذه الرؤيا وهذا التحول الوطني الكبير الذي تشهده بلادنا محمل بالكثير من الفرص العديدة والمتنوعة وكل ما ينبغي العمل عليه من قبل الشباب هو استغلال هذه الفرص من خلال الاستعداد الجيد وامتلاك الجاهزية والطموح العالي والرغبة المتقدة للمشاركة في المنجزات التي تشهدها البلاد بحيث يكونون رافداً مهماً للتنمية وعنصراً مهماً في البناء، وكما يقول المثل: عندما يكون الطالب مستعداً يظهر الأستاذ.
لذلك فإن ما يجب عليكم أيها الشباب في هذه المرحلة هو مواكبة هذا التحول والحرص على اكتساب العلم والمعرفة وتطوير المهارات، لأن من يمتلك العلم والمعرفة والمهارات يمتلك مفاتيح المستقبل، ولا نعفي في هذا الجانب الجهات الحكومية والأهلية من المسؤولية فعدم مشاركتهم في مد شبابنا بالمهارات والعلوم التي تساعدهم على الجهوزية للمشاركة في البناء كل في مجاله يحملهم جزءاَ من المسؤولية، لذا فإن عليهم ركوب موجه التغيير وتجاوز الطرق التقليدية التي لم تعد صالحة لمواكبة هذا التطور السريع وتبني البرامج الداعمة لهذا الاتجاه، وملاحظة المبدعين وتبنيهم ودعم مشاريعهم وأطروحاتهم.
ولتعلم أيها الشاب أن الفرص لن تدق بابك يوماً إن أنت أهملت أو قصرت في السعي للوصول إليها، ضبط حياتك ورتبها واستغل شبابك وحيويتك وقوتك ولا تستسلم لروح اليأس والقنوط وتبكي على ضياع الفرص وسوء الحال، أنت وأنت فقط هو من يخلق الفرص ويجعلها تأتيه راغمة إذا ما كنت جاهزاً بما تحمله من مؤهلات وطموح عالي وسعي دائم للارتقاء، لا تدع فرصة أن تفلت من بين يديك فلا تعلم أين يكمن النجاح، ولا تهتم لتأخر الفرصة لكن اهتم بالجهوزية فالفرص تكون من نصيب الشخص الجاهز.
ثم أعلم أيها الشاب أن هناك الكثير ممن يكون لديه الحماس والعلم والقوة لكنه يفتقد إلى شجاعة انتهاز الفرص فتضيع منه الفرص واحدة تلو الأخرى، يخاف ضوء النهار فيظل قابعاً في غرفته خشية الفشل والشماتة والسخرية فاحرص أن لا تكون مثله فتجعل بينك وبين الظفر بفرصة حياتك الكثير من الأعذار واعلم أن الفشل في الحياة جزء منها، لكن ليست المصيبة في أن تفشل لكن المصيبة في أن تستسلم، فقطعة ذهب كبيرة في يد من لا يستغلها لا تساوي شيئاً أمام قطعة صغيرة في يد من يعرف قيمتها، وقيمتها في استخدامها لما خلقت له.
واعلم أيضاً أن الكثير من الناس يخسر التقاط الفرص لأنها تأتيهم بملابس العمل فلا توجد فرص مجردة من الجهد إلا في الأحلام ولا يقابل الفرص في الأحلام إلا النيام قال ذلك العالم توماس أديسون.
احرص أن تكون مبادراً فالمبادرون هم الموفقون لاقتناص الفرص في الوقت المناسب.
سألت إحدى المذيعات في لقاء لها مع بيل جيتس - أغنى رجل في العالم - عن سر نجاحه، فأعطاها شيكاً من دفتر شيكاته وقال لها: بإمكانك كتابة المبلغ الذي تريدين، فاندهشت المذيعة من تصرفه، وبعد مرور لحظات من الصمت، أجابها قائلاً : أنا لا أضيع الفرص كما فعلت أنت الآن، وأردف قائلاً: هل وصلت الفكرة.
وأنا أقول هنا لشبابنا وأبنائنا : هل وصلت الفكرة؟!

للتواصل: M1shaher@gmail.com
 0  0  781