×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

فجوات في جدار الطوق العربي

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج

لم يتعض بعض المسؤولين العرب من مآسي الماضي ودروسه, فتكررت مشاهد الخروج عن التزامات العروبة بقيام اطراف عربية بالمشاركة مع قوى, وتنظيمات, متطرفة في تدمير كيانات عربية, ولعل الحالتين السورية والليبية تمثلان نموذجين لهذه الحالة وقبلها كان العراق لذلك لا ابالغ اذا قلت ان ما اصاب العرب من مآس وانهيارات, وانحسار الفكر القومي, يرجع في جانب كبير منه الى تآمر العرب على انفسهم, وماسمحوا به للأخرين بفعله بهم. وقد ادى ضعف الروابط القومية الى ترهل النظام العربي فأصبح اختراق مجاله السياسي والقفز فوقه امرًا معتادًا, بل السعي لتفكيكه وتذويبه, داخل انظمة اقليمية اوسع نطاقًا لا تتسم الاطار الثقافي والقومي والضمير العقيدي كمشروع (الشرق الاوسط الكبير) وغيره.
لذلك توسعت الفجوات واضمحلّت فجوة التراضي, وفجوة الالتزام, وفجوة الفعالية والمقصود بالفجوات هو وجود خلافات عميقة في التوجهات الاستراتيجيه الاجرائية بين دول عربية رئيسية نحو عدد من القضايا الجوهرية, الامر الذي يقود الى شلل في المؤسسة الرئيسية للنظام العربي.. أي الجامعة العربية التي اقيمت على اساس قاعدة الاجماع من حيث الاساس. وذلك ات ولا شك من سياسة الخبث الصهيونية والغير صهيونية ومانراه اليوم في محيطات الخليج والممرات المائية ماهو الا نوع من الاستعراض العضلي لزعزعة امن المنطقة بالكامل, فالمعروف ان نهج ايران مكشوف منذ عهد بوش الاب الى عهد ترمب وكل من الرؤساء منذ عهد بوش قدم لها خدمات لم تحلم بها ابتداء بالعراق ثم الى سوريا وليبيا وميليشياتها تسرح وتمرح منذ سنوات تحت اعين امريكا وحلفائها, فلماذا الان بالذات تحريك كل هذه القوات؟! لا اعتقد وهذا رأيي الشخصي انها ستقدم على ضرب ايران بل اعتقادي المتواضع انه لمزيد من جلب الاموال من دول الخليج والدول التي لها مشاكل مع ايران, وماحصل للسفن من استفزاز ماهو الا لعبة من العاب الاستخبارات لايهام الدول بوجود اعداء للملاحة في الخليج وخطر على العالم.. هذه سياسة امريكا واسرائيل والحلف الاوروبي قبل اجتياح العراق والسيناريو يتكرر الان بنفس الاسلوب.
والذين لم يقرءوا التاريخ يظنون ان ماصنعته امريكا بالعراق من احتلال وتقسيم امرا مفاجئاً جاء وليد الاحداث التي انتجت, ومايحدث الان في دول المنطقة له دوافع واسباب ولكن الحقيقة الكبرى انهم نسوا ان مايحدث حالياً هو تحقيق وتنفيذ للمخطط الاستعماري الذي خططه وصاغته واعلنته الصهيونية الصليبية العالمية, لتفتيت العالم الاسلامي وتجزءته ليكون فيه الكيان الصهيوني السيد المطاع.
والذي لا يقرأ عليه ان يعود لما نشرته مجلة (كيفونيم) عام 1988م التي تصدرها (المنظمة الصهيونية العالمية) في القدس, عن خطط اسرائيل الاستراتيجية في عقد الثمانينات ومابعدها تجاه المنطقة العربية, وماجاء فيها بشأن سوريا ومصر والعراق وليبيا ولبنان وفلسطين, وضرورة تقسيمها الى كيانات عرقية ودينية وقبلية, وفي نفس الاتجاه جاء مشروع المستشرق الصهيوني (برنارد لويس) لتقسيم الدول العربية والاسلامية ففي مقابلة اجرتها معه وكالة الاعلام الامريكية في 20/5/2005م قال: "ان العرب والمسلمين قوم فاسدون فوضويون, لا يمكن تحضرهم واذا تُركوا لانفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر حسب رآيه بموجات ارهابية تدمر الحضارات, وتقوّض المجتمعات ولذلك فإن الحل هو اعادة احتلالهم واستعمارهم, وتدمير ثقافتهم الدينية والاخلاقية, وتقسيم اقطارهم الى وحدات عشائرية وطائفية, ويجب ان تكون مهمتنا المعلنه هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديموقراطية حسب قوله." ثم ارفق لويس بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط تشمل جميع الدول العربية والاسلامية المرشحة للتفتيت.. وقد تحقق جزء منها بايجاد وخلق (داعش) وماتبع ذلك من احداث اُخمد جزء منها وباقي اجزاء فهل نتعض وندرس الاحداث بدقة, ونسد الفجوات التي تزداد يوما بعد يوم في جدار الطوق العربي؟! ام سنظل نتابع الاحداث من بعيد حتى نغوص في بحور الفوضا والتفكك والخذلان..

العقيد 'م'/ محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  616