×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

اتا ترك يظهر من جديد

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج
بسم الله الرحمن الرحيم

امتلأت السجون في تركيا في شرقها وغربها, شمالها وجنوبها .. النظام الفاشي التركي بقيادة "اوردوغان" اعاد للاذهان مسيرة اتا ترك .. القتل والسجن والابعاد, والتدهور الاقتصادي, وتدهور السياحة, والهروب الجماعي للمواطنين الاتراك الى خارج البلاد, واستفحال البطالة .. هذا هو حال تركيا اليوم, لا امن ولا امان .. في ظل حكم اوردوغان وسياسته المتقلبة ورعايته للإرهاب والإرهابيين من الدواعش الى الاخوان.. وتصفيته للمعارضين, والقاء التهم جزاف, وكتم الاعلام والاعلاميين مثل ماحصل مع موسى كارت, وهاكان كارا, وغواري اوز, وهؤلاء كتاب في صحيفة "جمهوريت" ومتهمون بانتمائهم لتنظيم فتح الله غولن. وهم ليس لهم علاقة بذلك التنظيم ولكن من لا يتماشى مع اسلوب اوردوغان وخططه يصفيه تحت هذا البند ومثال على ذلك عثمان كافالا مسجون منذ 600 يومًا دون ان توجه له أي اتهامات, وارين اردم مسجون منذ 350 يوم وهو الشخص الذي افنى حياته في مكافحة تنظيم غولن, والان مسجون بتهمة الانتماء له, وعائلته في حالة يرثى لها.. اما الوضع الاقتصادي المتدهور فحدث ولا حرج كذلك انتشار ظاهرة اغتصاب الاطفال, واختطافهم واستغلالهم في ترويج المخدرات, واتهام الشعب للقضاة بأنهم اصبحوا عبيدًا تحت إمرة النظام.. الذي قضى على استقلالية القضاء وتدمير الاخلاق والقيم, وملاحقة المعارضين وخصوصًا الصحفيين وزجهم في السجون بتهمة الانتماء لفتح الله غُلن .. هذه بعض اساليب اتا ترك الجديد .. والمعروف ان الاتراك والفرس وجهان لعملة واحدة في الذهنية العربية, فكلاهما يحملان مشروعًا توسعيًا في اعماق الجغرافيا العربية, ويترسخان فكريًا على ثقافة العقدة التاريخية تجاه العرب وثقافتهم التي تتجمل بأبجدية القرآن الكريم, وتتزين بتاريخية النبوة, وتتفاخر بمركزية الدن الاسلامي, وهذا مايفتقده الفرس والاتراك, وتشكل خلاله عقدتهم التاريخيه مع العنصر العربي وهويته التاريخية كما لا ننسى الاشارة الى الاعلام الاخواني المارق الذي مايزال يلمع الاتراك وتاريخهم في المنطقة, بل ويتغاضى عن جرائمهم ومكائدهم في حق العرب وهويتهم التاريخيه, بل ويختزل ادواته الاعلامية واذرعة الحزبيه في العواصم العربية كقوة ناعمة ترويجية لأحلام الاتراك ومخططاتهم في المنطقة, ولعل شبكة "قناة الجزيرة" ومنصاتها الاعلامية في الدوحة قد اقترفت اثامًا جسيمة في حق عروبتها وهويتها التاريخيه عندما اصطفت صاغرة ضد اشقاءها الخليجيين والعرب, وروجت لاوهام الترك في المنطقة, وهاهي اليوم تخسر رهانها في المنطقة وتفشل بكل المقاييس الاعلامية.. فأين ابواقها التي تعمل ليل ونهار لإشعال نار الفتنه في قضية خاشقجي اين اختفت اليوم من قضية مقتل (زكي مبارك) التي هي دلالة على الحالة المتردية التي وصل اليها الوضع في تركيا.. بدأت الرواية التي تريدنا الحكومة التركية ان نصدقها ضعيفة التركيب, خيالية السيناريو تشير دون ادنى شك الى وصول النظام التركي الى حالة غير مقبولة لدى المجتمع الدولي, على عكس ماكان يبشر به حزب العدالة والتنمية من انه سوف يعمد الى تأسيس دولة القانون لنكتشف اليوم ان هذه الدولة كبيت العنكبوت لا تلبث ان تصبح في غياهب النسيان لتحل محلها الدولة الأمنية, دولة الرجل الواحد.. حيث تحولت الى دولة الوسواس القهري الذي يجذبها نحو افعال تبتعد عن المنطق وتتجاوز المصالح الوطنية لكي تبقى رهينة خيالات شخص اصبح يشعر بأن الجميع يعمل ضده.. هذا النموذج الي يبدأ الأن في تركيا ليس بدعًا في التاريخ وانما تكرر في شخصيات تاريخيه معروفه عندما يصبح هوس السلطة بعيدًا عن كل منطق او تحليل متماسك .. نعم هذا هو حال تركيا اليوم في ظل حكم اتا ترك الجديد "اوردوغان" وزمرته وسيكون القادم اسوء طالما استمر هذا النهج العنجهي في تسلطه وتفرده وغدًا لناظره قريب..

العقيد 'م'/ محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  1031