الأسرة عماد المجتمع فـ لنعض عليها بالنواجذ
الأسرة هي التي تقدم للوطن الجيل الناضج بفكره السليم وسمو أخلاقه وانتمائه لوطنه وارتباطه بالمسجد وبالمجتمع لخوض غمار المستقبل بحيوية وبفكر وطني مستنير وانتماء للأرض التي احتضنته من طفولته حتى أصبح عضوا ناجحا وفاعلا في مشروع التنمية والتطور بل وقائدا مؤثرا يقود مجموعته الى النجاح.
وإذا سقطت هيبة رب الاسرة فهذه بداية حقيقية لتفكك الأسرة وتشتت شملها وبهذا يفقد المجتمع جيلا نافعا وفاعلا ومشاركا في بناء الوطن وأمنه وتطوره ويصبح الأبناء أيتاما يتكففون الناس كما قال شوقي:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له أما تخلت او أبا مشغولا
إنه يتوجب علينا جميعا أن نحافظ على الترابط الأسري ونعزز مكانة الأسرة في المجتمع لأنها المعين الذي لا ينضب والذي يمد الوطن بالطاقات الشابة المستنيرة، وإذا أصيبت الأسرة بخلل في التركيبة العائلية وضعفت القيادة الأسرية أو همشت أو تخلّت فلن تجد جيلا متوازنا، ولهذا علينا أن نعض عليها بالنواجذ.
إذا تفككت الأسرة وأصبح كل فرد من أفراد الأسرة يهيم على وجهه بلا موجّه أو مربي أو مربية (أب أو أم) يصبح الأمر أشد خطورة وطرق الانحراف متاحة ومفتوحة وغير محسوبة العواقب، ويصبح كل فرد من أفراد الأسرة فريسة سهلة للاستقطاب والتحلل من القيم والفضيلة، ويتحول الى خطر يتهدد الأسرة والمجتمع.
ومن المفارقات أن وزارة العمل بدأت تستقطب الفتيات في سوق العمل وتحد من توظيف الفتيان، بمعنى أن الأفضلية للبنت على الولد وينشأ هذا الانحياز للفتيات بطالة للفتيان.
وليس من الحكمة أن ندفع بالمرأة للعمل في مجالات تتعارض مع إمكانياتها وقدراتها أو نسقط من كرامتها، ومن المتداول على وسائل التواصل الاجتماعي أن هناك فتيات يعملن في محلات أدوات البناء والسباكة والكهرباء وحارسات على بعض المحلات التجارية والعمل فيها الى ما بعد منتصف الليل وخصوصا في المطاعم ويكلفن بالنظافة والعمالة الوافدة تشرف عليهن، إنه أمر يبعث على الدهشة لأنه يتنافى مع مكانة المرأة وعلو قدرها في المجتمع السعودي.
وعلى وزارة العمل ألّا تتحدى السنّة الكونية وتضع المرأة في غير مجالها وقدراتها البدنية وتكوينها الأنثوي لتحتل مكان الرجل وبالتالي يتولد لدينا خلل في المجتمع في كل مجالات العمل الوظيفي المكتبي أو العمل الميداني، وتتسع دائرة البطالة بين صفوف الشباب وندفع بهم للممارسات الخاطئة ويصبحوا فريسة سهلة للمخدرات ولأصحاب الفكر الضّال الذي يضر بأمن وسلامة الوطن.
والمطلوب من وزارة العمل أن توفر نظاما يوفر للمرأة عملا يتناسب مع إمكاناتها وقدراتها وأنوثتها ويوفر لها الحماية الكافية والمرافق الخدمية بعيدا عن استخدامات العمالة الذكورية وإلا فسوف نفتح على المرأة أبواب (جهنّم) مع فارق التشبيه، إن عمل المرأة في هذه المرحلة أمر مطلوب بل ضروري للمشاركة في بناء وتنمية الوطن، والمرأة شريك حقيقي وفاعل في مشاريع التنمية وكل مشاريع العمل والمعرفة، ولا نسقط دورها كأم وربة بيت، وكما قال شوقي:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
وعلى وزارة العمل أن توفر للمرأة العاملة مناخا آمنا لتمارس فيه دورها ومشاركتها معززة مكرمة لا تضام ولا تهان في بلد الحرمين الشرين.
والله المستعان.
صالح حمدان