هل الذوق العام ينطبق على الرياضيين؟
دون أدنى شك أن مسألة الذوق العام هي مطلب حضاري لكل أمة مسلمة تدين بدين الإسلام, وتتمسك بآدابه وأخلاقه, وما نص عليه القرآن والسنة, والأحاديث الصحيحة المروية عن سيد الخلق وخاتم الأنبياء محمد صل الله عليه وسلم... أما معنى الذوق العام فهو خُلق تنصهر فيه الأخلاق الحسنة بشكل واضح, فيظهر بآثاره الطيبة, الرائعة على سلوك صاحبة ليظهر تميزه عن غيره فيه بوضوح, فالذوق العام إذاً هو طيب الأخلاق حيث يدعوا صاحبه بما يتصف به من أخلاق إلى كل الفضائل. مدح الله سبحانه نبيه محمد صل الله عليه وسلم واصفاً إياه بتمتعه بالخلق العظيم والذوق العام فقال تعالى: " وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ " سورة القلم. وكذلك مدح صل الله عليه وسلم أصحاب الخلق العظيم في قوله: " إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون " حديث حسن.. أما مظاهر الذوق العام فهي كثيرة والمسلم الكيّس يعلمها تماما ويُعلّمها.. والمحافظة عليها تُكسب محبة الله سبحانه ثم تكسب محبة الناس وأُلفهم لصاحب الذوق الرفيع, ثم إنها تؤدي إلى تماسك المجتمع, وترابطه, وانتشار المحبة بين أبناءه, وتساعد في تقدم المجتمع وازدهاره في ميادين الحياة المختلفة, ونحن في بلد كبير مسلم هو قبلة الإسلام والمسلمين في كافة أرجاء المعمورة يجب أن نكون قدوة صالحة في كل الأمور الإسلامية ومنها الأخلاقية.. وموافقة مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين على لائحة (المحافظة على الذوق العام) هو لعكس الصورة المثلى للهوية السعودية التي تمتلك الموروث الديني المعتدل, والموروث الإجتماعي المستقر, والذوق العام مصطلح شامل يضم الأخلاق الحسنة, والنظافة العامة ومجموعة الآداب والسلوكيات التي تعبر عن ثقافة وقيم المجتمع ومبادئه وهويته, وقد أتت هذه المبادرة في هذا الوقت بعد أن لوحظ العديد من المخالفات من بعض المواطنين والوافدين, الذين شوهو الذوق العام بكثير من التصرفات التي تشمئز منها النفوس, وبعض الممارسات السلبية التي ليست من عاداتنا ولا من تقاليدنا, ولا من أخلاقنا, أبتدعها وابتكرها واستوردها بعض ضعاف النفوس والجهلة ممن يحلوا لهم العبث, ومخالفة الفطرة السليمة للانسان المسلم, وكذلك بعض التصرفات التي لا تساعد على رقي البلد مثل إتلاف الممتلكات العامة وعدم المحافظة على البيئة ونظافتها, والمخالفات المرورية المخيفة, واستقدام تقاليع سخيفة خارجة عن مجتمعاتنا ومنها ما يتّبعه (الرياضيين) من قصات وأشكال معيبة سواء من لاعبي كرة القدم أو الألعاب الأخرى.. وبعض الرياضيين في رأيي هم أبشع من يقدم لنا مخالفة الذوق العام, والأخطر على المجتمعات وخاصة صغار السن والذين يحبذون تقليدهم وما على القارئ الكريم سوى مشاهدة مباريات كرة القدم والنوادي, شاهد الفِرق وأفرادها كيف يظهرون بهذه المظاهر المخجلة والمعيبة, والمستوردة من مشردي وشواذ الغرب.. أليس هذا معيب بحق الرياضة ومن ينتمي إليها.. إننا نهيب بهيئة الرياضة, والإتحادات السعودية, بإيقاف هذا المد الخبيث الذي يسيء لنا كسعوديين ويسيء للشباب والناشئة بشكل عام فهل ستطبق تعليمات الذوق العام على الرياضيين؟! أتمنى ذلك وإلا سيظل الذوق العام ناقص حتى يشمل الرياضيين تماما المواطنين وغير المواطنين.. فمن وصل إلى بلادنا عليه الإلتزام بآداب مجتمعنا والا الله يساعده يذهب يعمل ما يريد في بلده.. فإذا أردنا أن يحترم الآخرون ثقافتنا وتقاليدنا, فلا بد أن نكون نحن القدوة ونحترم ثقافتنا الأصيلة وتقاليدنا, وقيمنا قبل أن نطالب غيرنا بالتقيد بها والله من وراء القصد..
العقيد "م" / محمد فراج الشهري