المهرج الأكبر ( #أردوغان )
من يشاهد الرئيس التركي أردوغان وهو يستحضر شريط مجزرة مساجد نيوزلندا في برلمانه يظن أن أردوغان هو حامي الإسلام والمسلمين من التطرف والإرهاب.. في مسرحية هزلية ساعد فيها على بث دعاية لذلك الشاذ الأسترالي أولاً, وهو ما كان يريده السفاح ويبتغيه, وثانياً كان الهدف دعاية إنتخابية كما هي عادة أردوغان في تصيد الأمور الشاذة, ومحاولة كسب دعاية من ورائها.. ولكن إذا عدنا إلى حكاية أردوغان من البداية, وجدنا أنه لم يقدم للإسلام والمسلمين إلا الدمار, ودعم الكيانات الإرهابية, وخنق الحريات, واستغلال السلطة والنفوذ.. وهو الذي جنّد ألاف الأشخاص للقتال في العراق وسوريا لصالح تنظيم داعش, مقابل رواتب مجزية, وارتكابه جرائم ضد الإنسانية عن طريق تسليحه المجموعات الإرهابية في سوريا, كما أنه متهم أيضاً بدعم العمليات الوحشية التي أرتكبها تنظيم داعش الإرهابي, وهو أكبر الشخصيات السياسية التي تدعم الجماعات الإرهابية, وهو شخصية جدلية بسبب تجاوزاته المستمرة خاصة في ملف حقوق الإنسان الذي يتشدق به كل مرة, وتراجع الحريات في تركيا, التي تعرضت طوال فترة حكمه لانتقادات دولية كبيرة بسبب تفاقم الإنتهاكات, واستمرار عمليات الإعتقال الواسعة حيث أصبح أكثر من ربع الشعب التركي في السجون ومراكز الإعتقال سواء من المواطنين, أو من الجيش, أو من قوات الأمن... مئات الآلاف معتقلين بأسباب سياسته التعسفية التي تقوم بها سلطاته ضد كل الخصوم والمعارضين, حتى محطات التلفزيون والصحف تم إيقاف العديد منها, وتكبيل وتقييد العديد من الصحفيين, واستخدام كافة أساليب القمع وإسكات الأصوات المعارضة تحت مسميات مختلفة, كما أن السيد أردوغان أقام علاقات وثيقة بين حكومته وإسرائيل إقتصاديا وعسكريا " وبحسب أرشيف صحيفة (زماني) التركية المعارضة والتي أغلقها أردوغان عام 2016 فإن (أربكان) وصف أردوغان بأنه عميل للصهيونية وهي التي جائت به إلى رأس السلطة قائلاً: "هناك بعض القوى الخارجية التي جائت به إلى السلطة, القوى التي تتحكم في النظام العالمي وتتبنى سياسات عرقية وتتميز بتوجهاتها الصهيونية الإمبريالية ". كما قال (أربكان) في مؤتمر آخر عقد في منطقة (ديار بكر): " تحول أردوغان إلى أمين صندوق الصهيونية, كان أحد طلابي فقلت له ما عليه فعله, إلا أنه لم ينصت إلي ولم ينفذ ما قلته له". وفي مقابلة مع التلفزيون الألماني قال (أربكان) :" إن إسرائيل هي من تفضح أردوغان بترديد أمور تستهدفها وتناديها حتى ينجح في كسب تأييد وتعاطف الشعب التركي المحافظ المعارض للإسرائيل , وأنه منفذٍ تام لسياستها, والمندوب الأمريكي في المنطقة, وأصفاً إياه بأنه رئيس (مشروع الشرق الأوسط الكبير )". كما أن أردوغان ضحى وخان وتخلص من كل أصدقاء الماضي.. (كولن) هارب في أمريكا بعد ما دعم أردوغان لسنوات.. و (جول) إعتزل السياسة بعد إتهامة بالخيانة والجبن.. و (أوغلو) أزيح من منصبه في غموض.. وأربكان وصف أردوغان بأنه العميل الرئيسي لأمريكا والصهيونية, وأنه الخاين الذي سرق أمجاد كل من حوله, وتسلق على أكتافهم ثم قام بقمعهم ومطاردتهم وإهانتهم وخذلانهم أيّما خذلان, وآخر من ضحى بهم داوود أوغلو الذي أجبره أردوغان على الإستقالة من منصبه كرئيس للوزراء قبل الفترة القانونية ب 6 أشهر بحسب ما صرح به أوغلو... كما قال أوغلو: " نحن نمر بمرحلة ضبابية في السياسات الخارجية والداخلية " ملمحا إلى حالة القمع السياسي التي يمثلها أردوغان حاليا.. من هنا وبناء على ما تقدم يتضح لنا بأن السيد أردغان ما هو إلا مهرج كبير يدعي حماية الإسلام والإسلام منه براء, ويطالب بالحريات وهو من أرتكب المجازر تلو المجازر , والسجون تشهد بأفعاله ومن يتم القبض عليهم في شوارع تركيا يوميا من الشعب التركي والتي بموجبها غادر مجموعات كبيرة من أبناء الشعب التركي إلى خارج البلاد نتيجة للمعاملة السيئة لكل من يعارضه.. وملاحقتهم في كل مكان.. ورغم ذلك لا يمل من التهريج السياسي الذي أصبح مكشوف واحتضانه للإرهاب وصُنّاعه والإخوة المارقين, وهو لا يرغب أبدا في استقرار المنطقة العربية ولا في حل الأزمة السورية, وذلك بسبب أطماعه وتدخلاته المستمرة واحتضانه للجماعات الإرهابية ومناصرتها وكل ما يتشدق به مكشوف ومعروف مسبقا.. هذا هو حال أردوغان لمن أنخدع به وانخدع بتهريجه, وغطرسته.
العقيد "م" / محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
العقيد "م" / محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com