بعد صلاة الفجر مسلسل درامي !!
كم هو جميل ورائع أن تبدأ برامجنا الصباحية بعد صلاة الفجر ببرامج دينية ووطنية تنشر الأمل والابتسامة والفرح والتفاؤل وتعمق حب الوطن وروح الانتماء ليبدأ الانسان يومه ببهجة وسعادة.
تتنوع البرامج الصباحية دينية واجتماعية توعوية وارشادية واعلانات من كل الوزارات بالتوجيه والنصح والإرشاد وحتى بالتحذير والتنبيه ولقاءات حوارية حول القضايا الاجتماعية التي تعالج بعض القضايا التعليمية والأسرية والصحية والبيئية وليس من الحكمة أن يقدم على مائدة الإفطار مسلسل درامي أحداثه لا تتناسب مع إشراقة الصباح وإشراقة العمل والأمل للمواطن سواء الطالب أو العامل أو السائق أو الموظف الذي يبدأ عمله بهمة ونشاط وأمل وتفاؤل وهذا المسلسل الدرامي لا يقدم نصحا وليس له عائد معرفي في مستهل يوم مليء بالعمل والنشاط.
أين الرسالة التعليمية اليومية التي تحث على طلب العلم والمعرفة بجد واجتهاد لتحقيق الطموحات والنجاحات في كل مجالات المعرفية والعلوم والتقنية لخدمة الوطن على هدى وبصيرة ؟!!
أين الرسالة المرورية اليومية الصباحية والمسائية لتوجيه السائقين وتوعيتهم بأهمية احترام أنظمة المرور وتجنب المخالفات المرورية والالتزام بقواعد السلامة داخل المدن وعلى الطرق السريعة ؟!!
أين رسالة الأرصاد اليومية من خلال برنامج صباحي ومسائي ينبه ويوجه ويحذر على الطرقات وبطون الادوية وحركة النقل المدرسية والجامعية؟!!، أين الأفلام الوثائقية والتراثية الوطنية التي تحبب الشباب في تاريخهم وأصالتهم وأمجادهم؟!!
إن وزارة الاعلام عبر قنواتها الفضائية هي التي تعنى بالتوعية الشاملة لكل الوطن وتعلم القيم والأخلاق والفضيلة والانضباط واحترام الأوامر والتعليمات وتضبط إيقاع الحراك الاجتماعي وتوجيه المواطنين للعمل والنشاط وتعالج القضايا السلبية في المجتمع ولا مانع من المسلسلات باللهجة الحجازية أو البدوية صباح كل يوم ،والتي تقدم القضايا الأسرية للمجتمع بأسلوب محبب ومفهوم وترسخ القيم والأخلاق والفضيلة، واذكر بكل التقدير برنامج أم حديجان ودوره في التوعية والإصلاح للأسرة والمجتمع مع بساطته وتواضعه ، والأغاني الصباحية الجميلة التي تناسب الزمان والمكان وكل أطياف المجتمع ، وكم كنت استمتع بالطبيعة والجمال عندما أسمع أغنية (وطني الحبيب) لطلال مداح و عند سماعها يجول بي الخيال في كل ارجاء الوطن الغالي ، و ( ما أجملك بكير يا بلادي) وديع الصافي، و (قهوة الصباح) لفيروز وأغنية أم كلثوم والتي تتردد على الأسماع من الإذاعات والقنوات الفضائية العربية كل صباح (يا صباح الخير يا للي معانا).
دعونا نشتم ونعيش فترة الصباح مع عبق تاريخ الزمن الجميل حتى لا تنفصل الأجيال عن بعضها البعض وننسى القرية والوادي والجبل والصحراء بصفائها وأهل البادية بكل نقائهم وشجاعتهم وكرمهم، وليس المسلسل الدرامي الذي لا يجر نفعا ولا يقدم حلا، بل يسرق الوقت وربما يؤثر على مشاعر الأسرة وترابطها.
من الملفت للانتباه:
(الأذان)لا ينقل إلا على القناة لأولى وكم اتمنى أن ينقل على جميع القنوات الرياضية واس بي اس، و ام بي سي1، والقناة الثقافية و الأذان ما هو إلا إعلان بدخول وقت الصلاة للتذكير (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) فما الضير من نقل الأذان ومدته لا تتجاوز 3 دقائق على الأكثر.
يقول أحد المغتربين عندما عدت الى الرياض عاصمة الوطن الغالي بعد غياب طويل ونزلت في مطار الرياض القديم عند دخول وقت صلاة المغرب لم أتمالك نفسي من البكاء فرحا وسعادة وخشوعا عندما طرقت أذني أصوات المآذن وهي تردد الله أكبر هذا الصوت الذي افتقدته من سنين.
أما الرياضة فقد أخذت نصيب الأسد من وقت التليفزيون القناة الأولى والإخبارية علما أن لديها قنواتها الخاصة.
إن الأمر يحتاج الى إعادة نظرعلما أن الرياضة لا تضيف لك أي معلومية علمية أو ثقافية إلا الركض خلف الكرة، وما يحدث من تلا سن بين رؤساء الأندية والرياضيين وإسقاطات في الحوارات الرياضية له انعكاسات سلبية على المجتمع وعلى ثقافة الشباب المهتمين بالشأن الرياضي بالإضافة للإسقاطات اللغوية للمعلقين على المباريات الرياضية.
هذه مجرد خواطر، والله المستعان.
صالح حمدان