رئيسة وزراء نيوزيلندا شخصية العام وجائزة نوبل للسلام بانتظارها
كان موقفها موقفا مسؤولا ومشرفا ومعبرا عن مشاعر الحزن والألم والصدمة لهذا الحادث الإجرامي لأحد أكبر مجرمي هذا العصر الذي أودى بحياة (52) شهيدا من مسلمي نيوزيلندا الذين يؤدون صلاة الجمعة في مدينة كرايست تشيرتش في مسجد النور والتضامن مع ذوي الضحايا والوقوف الى جانبهم وجبر خواطرهم والتعاطف معهم ودعمهم ماديا ومعنويا.
انتفضت السيدة (جاسيندا أرد يرن) رئيسة وزراء نيوزيلندا لهذا الحادث الجلل فاستثارت مشاعر شعبها للحداد والتعاطف مع ذوي الضحايا والمصابين والمسلمين في نيوزيلندا وفي العالم الإسلامي والعالم، ولبست السواد وتحجبت ونساء نيوزيلندا وعمّ الحداد والحزن كل الشعب النيوزيلندي الصديق.
سنت القوانين التي تحرم وتجرم امتلاك الأسلحة الفردية ونصف الآلية وبيعها وتصنيعها واستخدامها، رفع الأذان على المآذن في المساجد على كل الأراضي النيوزيلندية، تعاطفت مع المصابين والمكلومين أقارب ذوي الضحايا وقدمت لهم الدعم المادي والمعنوي، ومنحت أرضا نيوزيلندية في مدينة كرايست تشيرتش لتكون مقبرة للشهداء إن شاء الله ونحسبهم كذلك؛ لتبقى دائما في ذاكرة التاريخ للمسلمين والنيوزيلنديين بمسمى (مقبرة شهداء مسجد النور).
لم تكتفي بهذا بل أقامت جنازة رسمية وشعبية مهيبة لشهداء الهجوم الإرهابي على المسجدين في مدينة كرايست تشيرتش وكانت على رأس المشيعين وتحجبت ونساء المدينة ولبسن السواد وشاركن في صلاة الجنازة مع المصلين وقدمن الورود على أرواح شهداء مسجد النور.
لقد حفرت اسمها بأحرف من نور في سجل الخالدين وعلى صفحات التاريخ لتبقى دائما في الذاكرة، كما أصبحت أحد مشاهير العالم فقد تعالت الأصوات من كل انحاء العالم لترشيحها لجائزة نوبل للسلام، إنها بحق تستحق ذلك فلقد أبدعت في تحويل هذه الازمة الى مبادئ وقواعد عالمية للسلام والتعايش السلمي المشترك ونبذ العنف والعنصرية والكراهة والإرهاب بكل أنواعه، إنها بكل جدارة شخصية العام 2019، ولقد علّمت العالم روح التضامن ونبل المشاعر وثقافة الاعتذار.
إنها بحق شخصية عظيمة تستحق الاحترام والتقدير ونثمن ونجل لها ولشعبها النيوزيلندي تضامنهم وتعاطفهم مع المسلمين في هذا العالم على أثر هذا الحادث الإجرامي المريع.
لا نملك في هذا المقام وهذا المصاب الجلل إلا تقديم أحر التعازي لرئيسة وزرا ء نيوزيلندا ولشعبها الصديق ولذوي الضحايا المكلومين والوقوف الى جانبهم، وإنا ولله لمحزونون لهذا المصاب الأكثر إيلاما، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
صالح حمدان