الأحراش و الأحباش!
مازال أهل المنطقة الجنوبية يُصارعون ويجابهون قُطعان المتسللِ الأثيوبي بجهد ذاتي في ظل تزايدِ أعداهم بشكلٍ فاق المتوقع،هم وجنسيات أخرى من تشاد وأفريقيا واليمن والمصبية أن الأهالي وثقّوا إجرامهم وتسللهم عبر الحدود ومن أعالي الجبال صوتاً وصورة وكذلك وثّقتها عدسات مصوري الصحف ومراكز الشُرط عند القبض عليهم ومداهمة أوكارهم الحصينة التي حولوها لمصانع للخمور وبؤرٍ للدعارة وإخفاء الأسلحة والمسروقات وغيرها إضافة لتوثيقات الجوازات الذين لن ننسى جهودهم الكبيرة في سبيل تنظيف البلد من المتسللين والمقيمين بصورة غير نظامية بعد الحج والعُمرة خاصة أن لهم أقارب داخل البلد يقومون باستضافتهم وإخفائهم سنوات طوال دون أن يفطن أو ينتبه لذلك أحد،فيظلون مختبئين ومعتكفين داخل بيوت أقاربهم (ولا من شاف ولا من دري)!
والمتأمل لحالهم يندهش كثيرا من عيشهم مجموعات متزاحمين متراصين في بيوت مهجورة ضيقة وفي الحصون القديمة والأحراش _الغابات النائية ـــ وحياتهم بين كرِ وفرّ وظهور خفيٍ و علنيِ دون خوفً !
والمصبيةُ أنهم يقاومون رجال الأمن والجوازات بكل عنف وإجرام وكأنهم في حالة دفاعٍ عن النفس بينما هم عصابة الإجرام والفساد،كما أنهم مصدرُ خطرٍ كبير على أمن الوطن وجواسيس للحوثيين وإيران لاعقيدة لهم ولادين حتى السياح والمصطافين والزائرين لأبها والباحة والجنوب والمهتمين بالتراث يرونهم رأي العين في مجموعات كبيرةعلى سفوح الجبال وأعاليها يطاردون حتى الماعز الجبلي ،ويُسقِطون الحجارة أسفل الطريق دون خوف أوجل في تحد كبير للأهالي!
وعندما يُخيم الظلامُ على قرى الجنوب العتيد والتي يفتقر معظمها للمصابيح المنيرة يخرجون من جحورهم وأوكارهم وينتشرون مثل قطعان الذئاب الجائعة داخل القرى والمزارع،يسرقون الأغنام والمحاصيل،ويقتحمون على الآمنين منازلهم سالبين البيت وما حوى تحت تحديد السلاح،أما بيوت كبار السن والضعفاء فيتخذونها فاصلا للراحة وللاغتسال ويسرقون أبسط مافيها،أما البيوت التي سافر أهلوها للاصطياف فأصبحت مرتعا لهم يتسللون إليها تحت جُنح ظلام الليل المُعتِم دون أن يشعر بهم أحد ويخرجون منها قبل حلول النهار!
ويكثر تخندقهم في القرى النائية الساحلية أو الجبلية التي تفتقد للإنارة وللكهرباء والتي لايوجد فيها مراكز للشُرط، لأن المركز يبعد عن القرية كيلو متراتٍ كثيرة ويتمركز في المدينة التابعة لها والمشكلة أن أهالي عسير والباحة والجنوب قاطبة مازالوا حتى هذه اللحظة يأملون من الدولة رعاها الله أن تكفيهم شر هؤلاءِ المتسللين لأنهم عانوا ومازالوا يعانون في الدفاع عن أنفسهم وعوائهم وممتلكاتهم عن طريق التعاون مع الجيران والأقارب لصد قطاع الأحباش والحوثيين الُمندسين معهم! وأذكر أنني سبق وكتبت في مقال قديم (سكيلوجية الوافد الأثيوبي) وحذرت من تفاقم خطرهم وناشدت كغيري من مواطنين بوضع حد وحل لهذا التسلل والتدفق الكبير لهم ولغيرهم وبناء جدار عازل على طول الحدود وكاميرات مراقبة متطورة وتزويد رجال الحدود والجوازات بالتقنيات العالية لرصدهم وردهم من حيث أتوا، كما أن ثغرة تسللهم عبر الجبال الشاهقة المتاخمة لحدود اليمن تشكل مشكلة أخرى عويصة لابد من وضع حلول لها! والمشكلة أن الجنوب لم يعد يكفيهم فنراهم يتسللون عبر الطرق المتلوية الترابية وعبر المهربين إلى المدن الكبرى ـالرياض،جده ،الدمام وغيرها حتى أصبحت بعض الحواري كاملة لهم وللمخالفين الوافدين الغير نظاميين و أصبح المواطن غريبا عنها و ممنوعا من دخولها!
ومن أجل أن ينعم وطننا الحبيب بالأمن والأمان والاستقرار ويأمن المواطنين على أعراضهم وممتلكاتهم وأرواحهم مازال أهل الجنوب يناشدون باجتثاثهم وكفِّ أذاهم.
ندى الشهري
إعلاميه
عضو الجمعية السعوديه للاتصال والإعلام