×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

وجع الفقد على فراق سعد

بسم الله الرحمن الرحيم

يعيش الانسان في هذه الدنيا بين أمواجٍ متلاطمة من المواجع والمصائب والأفراح والأتراح، فما تجده يسعد يوماً إلا ويأتي اليوم الذي بعده وقد أصيب بنقص في مالٍ أو ولد، وهذه سنن كونيه لا تتبدل ولا تتحول " فلن تجد لسنت الله تبديلاً ولن تجد لسنت الله تحويلاً"، غير أن المسلم الذي يعيش بنور الإيمان وقوة اليقين يتعايش مع هذه الحوادث والمتغيرات بالتسليم لله رب العالمين على ما قدر وقضى فله الحمد من قبل ومن بعد.
في يوم الجمعة الماضي فجعت بفقد أخٍ عزيز في حادث سير كنت قد صاحبته أثناء دراستي الجامعية ولي معه أيام وذكريات راسخة في الذهن يصعب نسيانها مهما مضى من الدهر، يبادر إلى زيارتي في السكن الجامعي فيدخل السرور على نفسي ويحط بعض همومها، له حديث يؤنس القلب وابتسامة تٌذهب الكدر.
لقيته قبل ثلاث سنين مصادفةً في مطار أبها عائدا ً إلى جدة بعد زيارته لوالده وكان لقاءً ماتعاً بعد عقدين من الزمن لم نلتق فيها، تبادلنا فيها جميل الذكريات لأيامٍ خلت وما مر بها من أحداث، وجدته باراً بوالديه حريصاً على إسعاد والده وبذل ما استطاع إليه سبيلاً في إرضائه.
ومن المصادفات في فقد " سعد" رحمه الله أن يوم وفاته وافق اليوم والتاريخ الذي فقدت فيه أخي وشقيقي " عبدالرحمن " قبل عقد من الزمن فازددت وجعاً على وجع، وسألت الله أن يجبر مصابنا فيهما ويجمعنا بهما في جنات النعيم.
رحلوا عن الدنيا فكان بكاؤنا ********** لغةً تصورُ قدرَ مَن أبكانا
ورسالتي الى والده العزيز أبا سعد أقول: (أحسن الله عزاءك وأعظم لك الأجر في هذا الفقد) وأذكرك بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي " يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة" رواه البخاري.
فاصبر واحتسب وأبشر بهذه البشارة العظيمة من الصادق المصدوق فقد روى الترمذي عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم، فيقول قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم، فيقول ماذا قال عبدي، فيقولون حمدك واسترجع فيقول الله: "ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد".
رحمك الله يا سعد وغفر لك ذنبك وجبر مصابنا في فقدك وإنا لله وإنا إليه راجعون.

محمد بن حسن ال مشاري
 0  0  1100