صناع العقول
اقرأ... أربعة أحرف بسيطة كانت بداية التحول في تاريخ البشرية جمعاء ، "اقرأ .. ما أنا بقارئ "بتلك الكلمة المكونة من أربعة أحرف انطلقت رسالة الإسلام السامية وكانت بداية الوحي على خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. بداية غيرت تاريخ البشرية بنزول الوحي على خاتم الأنبياء وشفيع الأمة .. وقد أرسل الله الأنبياء ليعلمو الناس في دينهم وأخلاقهم وأمورهم في شتى مناحي الحياة .. أولم يقل خير الخلق "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" حيث الإتمام هنا يأتي من التعليم والتوضيح لعامة الناس.. والعلماء هم ورثة الأنبياء.
كلمة عالم تضم مختلف التوجهات التعليمية فالعالم هو من خبر الشيئ وعلمه.. أما كلمة معلم فهي أشمل وأوسع .. فهو من خبر الشيء وعلمه ونقل علمه لغيره.
إن كانت المرأة هي نصف المجتمع فلنا أن نقول بأن المعلم هو نصفُه الاخر إن لم يكن كُلُه .. فهُم صنّاع عقول المجتمع وممثلي ثقافاتهم المجتمعية وناقلي قيم هذه الثقافات وناقلي المعارف إلى أفراد هذا المجتمع.
في عهدنا الحديث مع تطور وسائل التعليم ومصادر المعلومة ما زال المعلم على رأس هذه القائمة ، فلا المناهج تقضي ما صممت لأجله من دون حلقة وصل بين واضعي هذه المناهج و متلقيها. وهنا تبرز أهمية المعلم باعتباره خابراً للمعلومة وناقلها لغيره. فحق له أن يزهو بين الناس بمكانته وعلمه ويتلقى منهم كل إحترام وتقدير لما يقدمه من خدمات جليلة في تطوير العقول قبل المجتمع.
لكن كما أن للمعلم حقوق فله كذلك واجبات وخصائص لا بد أن تتوفر عنده منها ما هو علمي وما هو خُلقي وما هو غير ذلك من خصائص نفسية لا بد أن تتوفر في من حمل هذه الرسالة ومنها على سبيل المثال لا للحصر
* أن يكون ملماً بمادته التعليمية التي يقدمها لغيره ، والإلمام بمادىء العملية التعليمية قبلاً فلا يصح أن يفتي بما لا يعلم ويغرس علماً خاطئ للنشئ الجديد
* وضوح وترابط الأفكار وسلاسة الأسلوب في تقديم مادته العلمية مع الإلمام بالوسائل المساعدة لتقديم مادته فهماً وليس حفظاً.
* الإخلاص والاتقان في ايصال هذه الرسالة لما تمثله من أهمية في تنمية المجتمع وإنشاء جيل واعي بصورة سليمة
* أن يتصف بما يجعله قدوة حسنة لمن يلقي عليهم علمه من تواضع وسيرة حسنة.
كما أن للمعلم واجبات على المجتمع فله حقوق لا بد من توافرها ليقدم أفضل ما لديه من توفير بيئة مناسبة وتلقيه التأهيل المناسب لتطوير مهاراته وعلمه كما لا نغفل عن جانبه الدنيوي المادي من توفير حياة معيشية مرضية ليتفرغ لأداء هذه الرسالة العظيمة بتفانٍ وإخلاص.
إذا توافرت هذه الحقوق والواجبات فلنا أن نمني النفس بجيل واعي ومعطاء نشأ في بيئة علمية وتعليمية سليمة قُدر فيها معلمه وأُنصف فيها متلقي هذا العلم ولا بد للمجتمع أن يبتعد عن السلبيات المتواترة منذ زمن ليس ببعيد من تقليل مكانة المعلم ونظرة تلامذته له وحلقة الوصل في قتل هذه السلبيات لا بد أن تكون بالتنسيق التام مع أولياء أمور الطلاب بحيث لا يتحدثون عن معلم أبناءهم إلأّ بخير وتعظيمه حتى يكبر في نفوسهم، أما ما نراه من حين لاخر من تقليل لمكانة المعلم من قبل أولياء الأمور وتحريض بعضهم لأبناءهم بالاعتراض على ما يوجههم له فهو أُس سلبيات التعليم.
التعليم رسالة عظيمة وثقيلة ، لها ما لها وعليها ما عليها.. لا تقتصر على المعلم ولا على طالبه .. بل هي حلقة وصل تتداخل فيها جميع أطراف المجتمع مكملةً بعضها البعض .
وأخيرا نختم بما قاله أحمد شوقي
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا.
كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
المعلمة / لولو احمد الغامدي
كلمة عالم تضم مختلف التوجهات التعليمية فالعالم هو من خبر الشيئ وعلمه.. أما كلمة معلم فهي أشمل وأوسع .. فهو من خبر الشيء وعلمه ونقل علمه لغيره.
إن كانت المرأة هي نصف المجتمع فلنا أن نقول بأن المعلم هو نصفُه الاخر إن لم يكن كُلُه .. فهُم صنّاع عقول المجتمع وممثلي ثقافاتهم المجتمعية وناقلي قيم هذه الثقافات وناقلي المعارف إلى أفراد هذا المجتمع.
في عهدنا الحديث مع تطور وسائل التعليم ومصادر المعلومة ما زال المعلم على رأس هذه القائمة ، فلا المناهج تقضي ما صممت لأجله من دون حلقة وصل بين واضعي هذه المناهج و متلقيها. وهنا تبرز أهمية المعلم باعتباره خابراً للمعلومة وناقلها لغيره. فحق له أن يزهو بين الناس بمكانته وعلمه ويتلقى منهم كل إحترام وتقدير لما يقدمه من خدمات جليلة في تطوير العقول قبل المجتمع.
لكن كما أن للمعلم حقوق فله كذلك واجبات وخصائص لا بد أن تتوفر عنده منها ما هو علمي وما هو خُلقي وما هو غير ذلك من خصائص نفسية لا بد أن تتوفر في من حمل هذه الرسالة ومنها على سبيل المثال لا للحصر
* أن يكون ملماً بمادته التعليمية التي يقدمها لغيره ، والإلمام بمادىء العملية التعليمية قبلاً فلا يصح أن يفتي بما لا يعلم ويغرس علماً خاطئ للنشئ الجديد
* وضوح وترابط الأفكار وسلاسة الأسلوب في تقديم مادته العلمية مع الإلمام بالوسائل المساعدة لتقديم مادته فهماً وليس حفظاً.
* الإخلاص والاتقان في ايصال هذه الرسالة لما تمثله من أهمية في تنمية المجتمع وإنشاء جيل واعي بصورة سليمة
* أن يتصف بما يجعله قدوة حسنة لمن يلقي عليهم علمه من تواضع وسيرة حسنة.
كما أن للمعلم واجبات على المجتمع فله حقوق لا بد من توافرها ليقدم أفضل ما لديه من توفير بيئة مناسبة وتلقيه التأهيل المناسب لتطوير مهاراته وعلمه كما لا نغفل عن جانبه الدنيوي المادي من توفير حياة معيشية مرضية ليتفرغ لأداء هذه الرسالة العظيمة بتفانٍ وإخلاص.
إذا توافرت هذه الحقوق والواجبات فلنا أن نمني النفس بجيل واعي ومعطاء نشأ في بيئة علمية وتعليمية سليمة قُدر فيها معلمه وأُنصف فيها متلقي هذا العلم ولا بد للمجتمع أن يبتعد عن السلبيات المتواترة منذ زمن ليس ببعيد من تقليل مكانة المعلم ونظرة تلامذته له وحلقة الوصل في قتل هذه السلبيات لا بد أن تكون بالتنسيق التام مع أولياء أمور الطلاب بحيث لا يتحدثون عن معلم أبناءهم إلأّ بخير وتعظيمه حتى يكبر في نفوسهم، أما ما نراه من حين لاخر من تقليل لمكانة المعلم من قبل أولياء الأمور وتحريض بعضهم لأبناءهم بالاعتراض على ما يوجههم له فهو أُس سلبيات التعليم.
التعليم رسالة عظيمة وثقيلة ، لها ما لها وعليها ما عليها.. لا تقتصر على المعلم ولا على طالبه .. بل هي حلقة وصل تتداخل فيها جميع أطراف المجتمع مكملةً بعضها البعض .
وأخيرا نختم بما قاله أحمد شوقي
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا.
كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أعلمتَ أشرفَ أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئُ أنفـساً وعقولا
المعلمة / لولو احمد الغامدي