اصنع قادة تصنع مستقبلا
يقول أحد علماء الإدارة : (إذا رأيت إدارة ناجحة فاعلم أن عليها مديرا ناجحا أو "قائدا" ناجحا)، وهذا ينسحب على كل الإدارات والمؤسسات في القطاع الرسمي والقطاع الأهلي ،و المصطلح العام يقول : ( اصنع قادة تصنع مستقبلا) والقائد الناجح هو الذي يصنع قادة، وهذه العبارة مستعارة من كتاب قصتي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، وقد تناول في هذا الكتاب كيف تكون الإدارة الناجحة من خلال الوصايا العشر التي ضمنها كتابه وهي تتوافق مع كتاب حياتي في الإدارة للدكتور غازي القصيبي رحمه الله ، وللعلم بالشيء فهذه الوصايا العشر كما وردت في كتاب (قصتي) للشيخ محمد بن راشد :
1- اخدم الناس 2 – لا تعبد الكرسي 3 - ضع خطتك 4 - راقب نفسك 5- اصنع فريق عملك 6 - ابتكر أو انسحب 7- تواصل وتفاءل 8- لا تكن من غير منافس 9 - اصنع قادة تصنع مستقبلا 10 - انطلق لبناء الحياة.
وهذه الوصايا عبارة عن خارطة طريق لمن ينشد الإدارة الناجحة ، وسوف أركز في هذه العجالة على الوصية التاسعة من الوصايا العشر ، وهي ( اصنع قادة تصنع مستقبلا ) والقيادة هي القدرة على التأثير على الآخرين لجعلهم يرغبون في إنجاز أهداف المجموعة ، والقائد هو الشخص الذي لديه القدرة على وضع رؤية محكمة للمستقبل القريب والبعيد بناء على تحليله وفهمه للواقع والأحداث الماضية وتحديد مجموعة من الأهداف وتحفيز الآخرين ليحققوا هذه الأهداف المحددة ولديه القدرة على معرفة وتحليل مهارات كل فرد في الفريق الخاص به ووضعه في المكان المناسب ، وهناك تعريف يقول القائد هو الشخص الذي لديه القدرة والمعرفة على إحداث الفرق.
من أهم صفات القائد الذي يصنع المستقبل:
الذكاء والفطنة والكفاءة ،القدوة والقدرة على التخطيط والتأثير على الآخرين ، العمل بجد وإخلاص أكثر من الآخرين ، الرقابة على التنفيذ ، الالتزام والانضباط والتنظيم ، لا ينكر فضل الآخرين ولا يظهر في الصورة لوحده ، التطوير المستمر له ولمن حوله ،مراقبة النفس والتحكم في الغرائز، لديه عدة حلول لأي مشكلة وليس حلا واحدا ، الثبات والعزيمة وتثبيت الآخرين ، الحزم والعزم والصلابة والقدرة على اتخاذ القرارات وتحمّل مسؤوليتها ، التفويض والتفاوض وبعد النظر ، فن الاستماع وحسن التلقي ، المصداقية والوفاء بالعهد ، الصبر على المشقة ( لولا المشقة ساد الناس كلهم)،هذه صفات القائد الذي يصنع القادة ويصنع المستقبل بإذن الله.
أما قادة الجود من الموجود فهذا مكمن الخطر الذي يتهدد المستقبل ويقتل النجاح والناجحين ويعيق حركة التنمية والتطور في أي مؤسسة خدمية أو تنفيذية همهم البحث عن المكاسب وترحيل العوائق والمشاكل للمستقبل المجهول، ولكي يتحقق النجاح لابد من البحث عن القادة وتأهيلهم، والمؤسسة أو الهيئة التي لا تصنع قادة لن يكتب لها النجاح بل سوف تبقى تراوح في نقطة البداية يتبادلون فيها الكراسي ويدورون في حلقة مفرغة وتذهب المصلحة العامة الى الجحيم.
يقول نابليون: (جيش من الوعول يقودها أسد خير من جيش من الأسود يقودها وعل ) ، وقال : ( على القائد أن يعرف أن استقرار فريق عمله ونجاحهم يكمن في العدالة )ويقول أحدهم أول طريقة لتقييم ذكاء القائد هي أن تنظر الى الرجال المحيطين به ، ونختم بقول الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم عليه الصلاة والسلام : (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) وقال تعالى : ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) صدق الله العظيم
صالح حمدان