×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

هل أصبحت الدماء البريئة رخيصة الى هذا الحد ؟؟!!


لم تعد حالات القتل العمد للنفس البشرية فردية بل أصبحت ظاهرة مأساوية بين صفوف الشباب بمباركة بعض شيوخ القبائل ورجال المال الذين يبادرون بعد جريمة قتل غير مبررة بكل الأحوال بالتجمع وإقامة المعسكرات واحياء النعرات القبلية الجاهلية والمفاخرة وطلب الصلح ودفع عشرات الملايين من الريالات لافتداء القاتل الذي سفك الدم الحرام وانتهك حرمة دم المسلم بدم بارد والوقوف أمام دار المكلومين والموجوعين بكل الفخر والاعتزاز وتقديم الشفاعات واسترخاص النفس البشرية بحفنة من المال وكأنهم يباركون هذا الفعل المحرم بنص القرآن الكريم والسنة النبوية قال الله تعالى : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله وسلم قال: ( لو أن أهل السموات والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار ) وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال عليه الصلاة والسلام: (لزوال الدنيا اهون على الله من قتل مؤمن بغير حق) .
لم يعد هذا الفعل المحرم بنص القرآن والسنه محصور على منطقة دون أخرى أو قبيلة دون أخرى فبين فينة وأخرى نفاجأ بجريمة قتل هنا وهناك لأسباب أقل ما يقال عنها أنها لا تستحق حتى ضربة عصا ومن الملاحظ أن أغلب الشباب أصبحوا مسلحين بالسكاكين وربما أسلحة نارية كالمسدسات مثلا وهذا يؤكد الخوف أو الرغبة في الانتقام لأسباب واهية وعنصرية مقيته وكما يقال من أمن العقاب أساء الأدب، وأقرب مثال ما حدث في حي الحمدانية بمحافظة جدة والله المستعان.
والمطلوب للقضاء على هذه الظاهرة البت بالسرعة الممكنة في انهاء اجراءات القضية وإقامة الحد الشرعي على القاتل الذي استباح إزهاق النفس البشرية البريئة مع سبق الإصرار والترصد وكسر حاجز الأمن وتحدي سلطة الدولة، ونشر الخوف والرعب في صفوف المجتمع، والمطلوب أيضا منع هذه التجمعات وهذه المعسكرات لشراء الدماء البشرية وإسقاط قيمة الحد الشرعي ليعود هذا القاتل يمارس دوره من جديد بين المجتمع متباهيا بفعلته ومفاخرا بقبيلته ويعود بنا الحال الى ما قبل الدولة السعودية الأولى.
والحقيقة المرة أنه يوجد بين صفوفنا من يتاجر بالدماء البشرية دون مراعاة لمشاعر ذوي المقتول وقرابته وربما يتولد عن هذه المشاعر روح الانتقام واحياء الخصومة بين الناس ويصبح القتل شريعة المتخاصمين.
إن الشفاعة في القاتل وطلب الصلح أمر مشروع قال الله تعالى : ( ومن عفى وأصلح فأجره على الله )وهذا يعود بالتراضي بين طرفي القضية وخصوصا المفجوعين والذين يتطلعون الى القضاء ليقتص لهم من القاتل والله المستعان ، و ينبغي منع هذه التجمعات وهذه المباهاة وهذه المعسكرات أمام ذوي المقتول وإظهار قوة القبيلة أمام بيت المكلومين في ابنهم أو ولي أمرهم وهذا الفعل بالقطع يؤدي الى إثارة الحفيظة واحياء العنصرية والعصبية واسترخاص النفس البريئة التي ازهقت ، قال الله تعالى : (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ).
وقبل الختام أتمنى على الجهات المعنية بوزارة الدا خلية إصدار تعليمات مشددة تحذّر من هذه الأعمال العدوانية بين صفوف المجتمع وخصوصا الشباب ومنع حمل السكاكين في المدارس والجامعات ،وأن الجاني لن يفلت من القصاص وإقامة الحد عليه وعلى من شايعه ، وتحذر شيوخ القبائل من هذه التجمعات وهذا ( الهياط) الذي يثير الفتنة في المجتمع ويسقط هيبة الدولة وعلى المشايخ مناصحة أبناء قبيلتهم وأن القصاص هو النهاية المحتومة لكل من يحارب الله ورسوله بقتل النفس البشرية أو الفساد في الأرض ، ورجال أمننا لهم بالمرصاد بإذن الله تعالى .

والله المستعان.
صالح حمدان
 0  0  1244