ندوة عن الكوارث: هل حان الوقت لوجود هيئة وطنية لإدارة الكوارث؟
عوض آل سرور الأسمري
تنقسم الكوارث على كوكب الأرض إلى كوارث طبيعية وهي أسوأ ما يواجه شعوب العالم. تجند لها الحكومات الطاقات والإمكانات والتدريب اللازم من أجل تقديم خدمات أفضل في مجال المساعدة على تجاوزها، ولا يستطيع الإنسان التحكم فيها مثل: الـــزلازل والبراكــــين والســـيول والفيضانـــات والأعاصير، وكوارث مرتبطة بوجود الإنسان على كوكبنا، فقد يكون هو العامل المساعد في حصولها مثل الحرائق والانفجاريات الإشعاعية والنووية وتسرب الغازات وغيرها. معظم هذه الكوارث تسبب خسائر فادحة وأضراراً كبيرة على الصعيدين البشري والمادي ينتج عنها مشكلات اقتصادية وصحية واجتماعية، ولكن بوجود إدارة أو هيئة متخصصة في إدارة الكوارث، ولديها خبرات وتقنيات متقدمة، فإننا قد نتلافى الآثار الفادحة المتوقعة التي يكون تأثيرها أشد ضراوة وأكثر قسوة على الدول التي لا توجد لديها إمكانيات، أو إمكانياتها محدودة وتفتقر إلى التقنية المتقدمة والتخطيط السليم. نظراً لخطورة الموقف، والظروف الحالية التي يعيشها عالمنا، ولما لهذه الكوارث من آثار سلبية على المجتمعات، فقد نظمت وزارة الداخلية ممثلة في المديرية العامة للدفاع المدني - الإدارة العامة للحماية المدنية - ندوة دولية عن الكوارث تفتتح أعمالها غدا السبت تشارك فيها 36 دولة عربية وأجنبية، وأكثر من 70 وزارة وهيئة حكومية سعودية، وعدد كبير من خبراء إدارة الكوارث من جميع أنحاء العالم، وممثلو مؤسسات المجتمع المدني في القطاعات الصحية والتعليمية والأمنية.
تهدف الندوة إلى رصد الجهود المحلية والدولية في التعامل مع الكوارث، في ضوء متابعة المستجدات في مختلف المجالات ذات الصلة، وعرض لأبرز التهديدات والمخاطر وكيفية مواجهتها، وآليات تعزيز التعاون الدولي في الوقاية من مخاطر أسلحة الدمار الشامل ومواجهة الكوارث الإشعاعية والنووية وذلك من خلال عدد من البحوث العلمية لخبراء من داخل المملكة وخارجها. ومن ضمن محاور الندوة التركيز على آليات تفعيل العمل التطوعي بوصفه أحد مقومات نجاح إدارة الكوارث، وسبل تعزيز التعاون محلياً وإقليمياً ودولياً في مجال إدارة الكوارث. كما تتضمن الندوة العديد من المحاضرات، وورش العمل، والحلقات التدريبية، إضافة إلى نقل ومحاكاة تجربة فرضية لكارثة.
هناك عدد من المحاور التي ستتطرق الندوة إلى مناقشتها. ومن هذه المحاور: أسس ومتطلبات إدارة الكوارث ، الآثار الناجمة عن الكوارث وسبل معالجتها، الأبعاد الأمنية المصاحبة للكوارث، التعاون الدولي في مواجهة الكوارث، ودور التقنيات الحديثة في إدارة الكوارث.
بحكم التخصص سأتطرق بشيء من الإيجاز إلى المحور الخاص بالتقنية والمواضيع الحيوية التي يجب التطرق لها، ومنها: استعراض ورصد آخر ما توصل إليه العلم في مجال الاستشعار عن بعد ودوره في إدارة الكوارث والحد من آثارها. كذلك هناك أبحاث متقدمة في منظومات التنبؤ والإنذار المبكر، ونظم الاتصالات الدولية للحد من مخاطر الكوارث بأنواعها، ونظم المعلومات الجغرافية ودروها في إدارة الكوارث والتخفيف من آثارها. وهناك عدد من البحوث الإحصائية في توظيف البيانات في بناء السيناريوهات و نماذج المحاكاة للتعامل مع الكوارث. إضافة إلى أنه سيتم عرض عدد من الأبحاث تناقش دور البحث العلمي والتطوير التقني في الوقاية من الكوارث ومعالجة تبعاتها.
وأخيراً، أعتقد أنه أصبح من الضروري وجود هيئة وطنية لإدارة الكوارث لها كافة الصلاحيات التي تمكنها من اتخاذ القرارات اللازمة لمعالجة أي كارثة تطرأ على أرض الوطن لا سمح الله - وتكون مرتبطة مباشرة بخادم الحرمين الشريفين لتسهيل الإجراءات وسرعة تنفيذها، ولسهولة التحكم والسيطرة فيها. كذلك يجب زيادة وعي المواطن وتعريفه بالمراكز والإدارات المسؤولة عن إدارة الكوارث في المملكة من خلال وسائل الإعلام المختلفة.