×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

جزى الله الشدائد كل خيرٍ

عامر الشهري
بواسطة : عامر الشهري


سبحان الله، مازالت الدنيا وأقدار المولى جل وعلا وتقلبات الأمور تعلمنا الكثير والكثير، وما زلنا في مدرسة الدنيا نتعلم، رغم أن هناك من أصدر حكماً وأقوالاً مأثورة سواء شعراً أو نثراً، وعندما نتطرق إليها الآن أو نذكرها فكأنما قيلت بالأمس عطفاً على ما يجرى، بقدر الله سبحانه وتعالى، فلله الحمد أولاً وآخرا ودائماً وأبداً.
ومن أولئك العظماء معلم البشرية وقدوة الناس أجمعين محمد بن عبدالله ـ عليه الصلاة والسلام، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى، قال: "واعلم أن الأمة لو اجمتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك .. " أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
ويقول ثالث أئمة أهل السنة والجماعة الشافعي رحمه الله:
جزى الله الشدائدَ كل خيرٍ
عرفت بها صديقي من عدوي
حقاً ففي واقعنا اليوم، وفي ظل ما نعيشه من تكالب الأعداء، والمؤامرات التي تُحاك، هنا يظهر الأصدقاء الحقيقيون وعلى النقيض يظهر الأعداء الحقيقيون، فالمتعمق في واقع الإعلام بكافة وسائله، خصوصا وسائل التواصل الاجتماعي، يلاحظ الحملة الشرسة التي يقودها أعداء الوطن تحت حجج واهية وكذب وافتراء وتباكي على مقتل مواطن، بل على مدى الشهرين الماضيين انتابني شعور وكأن المقتول جمال خاشقجي ـ رحمه الله ـ ابن من أبناء كل دول العالم إلا السعودية.. ألهذه الدرجة الحقد والعداء لهذه البلاد وأهلها؟
لقد قاد الحاقدون على بلاد الحرمين الشريفين وأهلها حملة شرسة تدعمها دول إقليمية، بل لقد تفرغ حتى بعض أبناء الشعوب العربية ـ بكل أسف ـ في مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لشن حملات إساءة وتشويه لوطننا وقيادتنا، بل بلغ الحال ببعض وسائل الإعلام التلفزيونية إلى استضافة أشخاص يتحدثون باسم شعوب المغرب العربي وتحديدا الجزائر وتونس، وأن هذه الشعوب ترفض ولا تريد الزيارة التي قام بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
الأسئلة المحيّرة: هل هذا العداء ناتج فقط عن تبعات مقتل المواطن خاشقجي وما أثير حوله من ضجة وكذب وتضخيم للأمور، أم أن هذا هو الوضع الطبيعي لحقد دفين يتغلغل في نفوس بعض هؤلاء ضد بلادنا الغالية وأهلها، لأسباب قد لا نختلف حول أن أهمها كما يقال: "كل ذي نعمةٍ محسود"، لكنها ليست الوحيدة، فهناك الكثير من الحساد للدور الكبير على والمحوري لبلادنا الغالية سواء عربياً أو عالمياً.


بصراحة
 التضحيات التي قدمها ومازال يقدمها جنودنا البواسل على الحد الجنوبي بالذات، تدعو للفخر والاعتزاز بهؤلاء الأبطال، فلهم منا صادق الدعاء ليل نهار بالنصر والتمكين على عدو الدين والوطن، وللشهداء منهم الرحمة والمغفرة.
 التصدي والرد على الإساءات ولجمها في مواقع التواصل الاجتماعي وبالذات "تويتر" من أبناء وشباب هذا الوطن أمرٌ يثلج الصدر وغير مستغرب عليهم، والمؤمل أكثر، بالتصدي لما يحاك للوطن في الخفاء.
 القادم من أبها باتجاه محافظة تنومة، وعند وصوله مركز بللحمر، يلفت انتباهه الحدائق مع ألعاب الأطفال في أمكان مميزة وبارزة بجانبي الطريق، ثم الاختيار الموفق لموقع البلدية وتصميمها ومبناها والمكان المخصص لاسم البلدية مع واجهة خضراء، وتشجير منتصف الطريق، وغيرها.. والوضع نفسه ينطبق إلى حد كبير في مركز بللسمر.. وإذا وصلت تنومة فـ "أغمض" عينيك ولا "تدقق" .. الله يرحم حال تنومة الزهراء.


خاتمة
غابت ربة المنزل فذهب الأب، سوري الجنسية يسكن في المنطقة الشمالية، بابنته لأحد المشاغل التي يعمل بها فتيات سعوديات، وأعطى ابنته ورقة صغيرة كتب فيها بمعنى "والدتها مريضة ونرغب في تمشيط شعرها" ومبلغ مالي، فما كان من الفتيات إلا أن اعتنوا بالطفلة وعملوا لها تسريحة جميلة، بل وأعطوها هدية عبارة عن "عطر وفرشاة أسنان" وعصير وكيك، بل وكتبوا في الورقة أن ما فعلوه "هدية"، وأعادوا المبلغ لوالد الطفلة.. هؤلاء هن من نفخر ونفاخر بهن، تلك حقيقة المرأة السعودية التي نعتز بها.


عامر الشهري
Am_alshry@hotmail.com
بواسطة : عامر الشهري
 0  0  873