×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

يا حضرات القضاة تواضعوا


التواضع عند العلماء هو لين الجانب والبعد عن الاغترار بالنفس وقالوا إن التواضع هو اللين مع الخلق الرفيع والخضوع للحق وخفض الجناح، وفي الحديث الشريف ( .. وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) أما الذي يسلك مسلك المتكبرين فقد باء بسوء العاقبة يقول الله سبحانه وتعالى: (فبئس مثوى المتكبرين) صدق الله العظيم، فالتواضع من أعظم الصفات الحميدة وأجلها، والكبر بطر الحق وغمط الناس حقوقهم، ومن صفات القاضي على مستوى الدنيا:
1- أن يكون مؤهلا ومتخصصا وملما بمبادئ القا نون الذي يحكم به.
2- أن يكون واسع الصدر محيطا بكافة ملابسات القضية التي يحكم فيها
3- أن يكون محمود السيرة وحسن السمعة
4- أن يكون بطيء الغضب ولا سيما حين سماعه لمرافعة المدعين
5- أن يكون ذا روح عالية لا يخشى في الحق لومة لائم
6- أن ينظر للمتخاصمين بنظرة واحده حتى يصدر حكمه
ولنا في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أسوة وقدوة حسنة عندما تقاضيا هو واليهودي على درع أمام القاضي شريح بن الحارث الكندي فأجلسهما أمامه وحكم لليهودي لعدم كفاية البينة لدى أمير المؤمنين، ثم سأل القاضي شريح رحمه الله أمير المؤمنين الخليفة ما رأيكم في حكمي؟ فقال أحسنت إلا أنك كنت تكنّيني بأبي الحسن ولم تفعل ذلك مع اليهودي فأسلم اليهودي وأعاد الدرع للخليفة الراشد فما كان من أمير المؤمنين على بن أبي طالب كرم الله وجهه إلا أن رد الدرع لليهودي هدية لإسلامه.
يا حضرات القضاة تواضعوا للمتقاضين وترفقوا بهم فقد لجأوا إليكم لتحكموا بينهم بالحق والعدل وليأخذ كل ذي حق حقه ولا ترفعوا أصواتكم عاليا لإرهابهم فقد اضطرتهم الظروف للوقوف أمامكم للفصل فيما بينهم بالحكمة والكلمة الطيبة واذا حيّوكم بتحية فحيّوهم بأحسن منها أو ردوها وهذا من تمام وكمال خلق المسلم وكما يتداول في المجالس أن بعض القضاة لا يرد السلام ولا ينظر إليك إلا شزرا وخصوصا إذا كانت المشتكية سيدة كما وصل الى علمي أن امرأة تطلب نفقة لأولادها وهؤلاء الأولاد معاقين وكان القاضي قد استمع للطرف الآخر وعندما استمع لشكوى هذه السيدة رفع صوته عليها وقال هل الدولة تقدم لك معونة لهؤلاء الأولاد قالت نعم فقال هذه المعونة تكفي قالت يا شيخ انها معونه وليست نفقة فقال افهميها كما تفهميها!! ، هذه من طرائف ما يتداول بين الناس مع قضا تنا الأجلاء.
وللقضاء حصانة لكن ليس بهذه الفوقيّة والتكبر يقول غسان العواجي في المتكبرين:
وجهوهم من سواد الكبر عابسة كأنما أدخلوا غصبا الى النار
والتواضع وحسن الخلق من أعظم وأجل صفات المؤمن كما ورد في الحديث الشريف عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وأن الله يبغض الفاحش البذيء) وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام: (ألا أخبركم بأحبكم الى الله وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة) قالوا: بلى، قال: أحاسنكم أخلاقا).
قبل الختام
يأيها القضاة الفضلاء بتّوا عاجلا في القضايا التي بين أيديكم فإن إطالتها يوغر الصدور ويعقد الأمور ويتكلف الناس ما لا يطيقون
الى الديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم
والله المستعان

صالح حمدان
 0  0  920