هنا وهناك

تُبنى الحضارات على أسس إن اختلت هذه الأسس أرتكست الأمم واندثرت حضاراتها ففي العالم المتقدم ينظرون الى كل شيء بعين الاتقان فهم يديرون الوقت والموارد البشريه والطبيعيه والصناعيه بأمانة مطلقه ويبنون الانسان كأولوية و بخطط متتابعة يتخللها التقييم المستمر والتوصيات الملزمه والتحديث المنهجي والتربوي والتعليمي المتقن نعم ياساده هناك يعشقون العلم والبحث والاطلاع يمارسون النظام كثقافة ذاتية ويقدسونه لأنهم يرون ان النظام طريق الى النجاح والتقدم وهنا ينتهكون النظام ويمتهنونه حتى ان العرب هم أكثر الامم بعدا عن النظام وجفاء للقراءة والاطلاع والبحث في شتى العلوم والمعارف هناك يبدعون ويطورون ويشجعون على الابداع وممارسة المهن بشتى أنواعها هنا يحاربون الابداع ويزدرون المبدعين ويثبطون الهمم.. هناك يٌكرّم المبدع في حياته ويؤخذ بيده الى الأمام وتُخلّد أعماله وذكراه بعد مماته وهنا يُهمّش في حياته وينسى بعد مماته وفي عرفنا إكرام المبدع الاسراع في دفنه حيا وميتاً هناك الواسطه معدومه ومستهجنه وهنا تكاد تكون على قائمة الهيكل التنظيمي والاداري والوظيفي وسجل الخدمه ،،، هناك انتاجك وإلتزامك ودرجتك العلميه هي سبب ترقيتك وتكريمك ومكانتك هنا الواسطة والمحسوبيه والتملق والمداهنه هي من تحدد مكانتك ومسيرتك حتى وان كنت من الجهل بمكان حتى تحقق فينا ( يوكل الامر الى غير أهله ) بإمتياز،،، هناك يصنعون ويخترعون ويكتشفون ويبتكرون ونحن نستهلك ونستخدم كل ما ينتجه الآخرون هناك يصنعون الحياة الابداعيه بكل تفاصيلها ونحن نصنع موت الفكر والانتاح بكل تفاصيلها هناك يتبنون الحوافز والدعم ويبنون الأفكار حتى تصبح واقع معاش وهنا يتبنون التحقير والهدم لمجرد محاولة إبداعيه ويتم وأد الفكره في مهدها هناك ينظرون لخمسين سنه في التخطيط والتنفيذ والاستشراف المستقبلي هنا تتعثر المشاريع قبل ان تبدأ وتبقى رهن الدراسه لأمد بعيد ثم لا نعلم أين ومتى ولماذا ... هناك تصاب بالانبهار لما ترى من الابداع المعرفي والسلوكي وهنا تصاب بالإنكسار وخيبة الأمل لكآبة المنظر وسوء المنقلب ،،، فبأي مبرر نبقى هنا وركب التقدم هناك ..

محمد أحمد الشهري
mo40997.ah@gmail.com