الوطن أولاً : قصة ذات معنى!
الوطن أولاً : قصة ذات معنى!
الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت قائد عسكري قلما يجود التاريخ بمثله,لقد كان مدرسة قائمة بذاتها ومثلا يحتذى به في فن القيادة بعد القادة المسلمين الأوائل الذين سطروا أعظم الانجازات أمثال خالد بن الوليد وغيره ,أما في القيادة الحديثة فيعود الفضل له في وضع أسس التشريع العسكري وتنظيم الجيوش وتحديد العلاقة بين الرئيس والمرؤوس, وثمة من ذهب إلى حد القول أنه كان أول قائد في التاريخ يمنع أفراد الجيش المنتشرين على الجبهات من إشعال مصباح أو شمعه أو سيجاره, باعتبار أنها إشارة للعدو يستغلها هذا الأخير للفتك بخصمه على أرض المعركة, وللحؤول دون ارتكاب البعض من العسكر هذا الخطأ, رفع العقوبة على المخالفين وأوصلها إلى حدود إعدام المخالف رمياً بالرصاص.
ومن القصص التي تُروى في هذا الصدد أن ضابطاً فرنسياً أبلى بلاءً حسناً وبطوليا في واحدة من أشرس المعارك التي خاضها نابليون بونابرت حتى أن هذا الضابط أنقذ جميع أفراد كتيبته من خطر الإبادة والوقوع في الأسر.
وصل الخبر إلى الإمبراطور الفرنسي, فاستدعى الضابط لتهنئته, وما أن أصبح في عهدته حتى أقترب منه نابليون وعانقه وربت على كتفه مهنئاً, ثم علق على صدره أرفع وسام حربي في الجيش, ورقّاه ونوّه به, عاد الضابط إلى قاعدته في الجبهة مسرورا فرحا وكأنه في حلم, وجلس يخط رسالة إلى أمه يروي لها فيها ما جرى له لتشاركه هذه الغبطة, بعدما أضاء شمعه, وقبل أن يختمها, فوجئ بوقع أقدام وجلبة في الشارع. ألتفت ناحية المدخل, فإذا به يرى الإمبراطور بنفسه يدخل إلى خيمته مع ثلّة من الجنود. وبعصبيته المعهودة, سأل الضابط \" لماذا تضئ الشمعة؟ ألا تعرف أن ذلك ممنوع بتاتاً ومخالف للقانون, خاصة في مثل هذه الظروف الدقيقة؟\"
أجاب الضابط متلعثما أنه أقدم على هذه الفعلة من دون سوء نية, وغرضه في ذلك نقل مشاعر الفرح إلى والدته بعد حصوله على الوسام الرفيع. وامسك بالرسالة ورفعها إلى الإمبراطور كي يتأكد بنفسه,أنتزعها نابليون من يده وجلس مكان الضابط وأكمل الرسالة على الشكل التالي:
\" سيدتي: أهنئك على إنجابك هذا البطل الذي أبلى بلاء حسنا في الجبهة لقد رفع شرف فرنسا, وكان قدوة صالحة لباقي رفاقه لكن, في الوقت نفسه, اللوعة تحز في نفسي, يؤسفني أن أبلغك خبرا أزعجني قبل أن يصدمك لفظاعته.. وهو أنني أعطيت أوامري لتنفيذ حكم الإعدام غدا بابنك, لأنه خالف القانون بإضاءة شمعة وكاد بعمله هذا أن يعرض سلامة الفيلق بكامله للخطر, وبكل محبة أمل أن تتفهمي ذلك, إن سلامة الأوطان واحترام القانون أهم من سلامة وحياة الأبطال\"
الإمضاء نابليون بونابرت \"
وبالفعل نٌفذ الإعدام بالضابط في اليوم التالي, احتراما للقانون.
أن لهذه القصة مغزى كبيرا, فإذا نظرنا إلى تصرف الإمبراطور بحق الملازم البطل من الزاوية العاطفية كشرقيين قد نحكم عليه بقساوة القلب والظلم وانعدام الشعور الإنساني لديه.. أما إذا أسكتنا عاطفتنا ووضعناها جانباً ونظرنا إلى مصلحة الأمة والوطن قبل كل شيء, لوجدنا أن تصرف الإمبراطور بونابرت صائب ومنطقي على الرغم من قسوته, إذ كم وكم من الخونة والعملاء في فرنسا وفي العالم أخذوا من هذه الحادثة عبره ودرساً مفاده أن القانون والنظام فوق العاطفة, وهو لا يخضع لها, ومن يقدم على مخالفة النظام, ولو على حسن نية, فإنه معرض لتطبيق ما نصت عليه الأحكام التي نص عليها القانون مهما كانت قاسية, وكم من الخونة الذين باعوا أوطانهم واستباحوا حرمات بلادهم وسفكوا الدماء بغير وجه حق ,هم بحاجة إلى مثل هذا القرار الشجاع دون الخضوع للعاطفة ,إذ أن سلامة الوطن أهم من أي اعتبارات أخرى.
ومن القصص التي تُروى في هذا الصدد أن ضابطاً فرنسياً أبلى بلاءً حسناً وبطوليا في واحدة من أشرس المعارك التي خاضها نابليون بونابرت حتى أن هذا الضابط أنقذ جميع أفراد كتيبته من خطر الإبادة والوقوع في الأسر.
وصل الخبر إلى الإمبراطور الفرنسي, فاستدعى الضابط لتهنئته, وما أن أصبح في عهدته حتى أقترب منه نابليون وعانقه وربت على كتفه مهنئاً, ثم علق على صدره أرفع وسام حربي في الجيش, ورقّاه ونوّه به, عاد الضابط إلى قاعدته في الجبهة مسرورا فرحا وكأنه في حلم, وجلس يخط رسالة إلى أمه يروي لها فيها ما جرى له لتشاركه هذه الغبطة, بعدما أضاء شمعه, وقبل أن يختمها, فوجئ بوقع أقدام وجلبة في الشارع. ألتفت ناحية المدخل, فإذا به يرى الإمبراطور بنفسه يدخل إلى خيمته مع ثلّة من الجنود. وبعصبيته المعهودة, سأل الضابط \" لماذا تضئ الشمعة؟ ألا تعرف أن ذلك ممنوع بتاتاً ومخالف للقانون, خاصة في مثل هذه الظروف الدقيقة؟\"
أجاب الضابط متلعثما أنه أقدم على هذه الفعلة من دون سوء نية, وغرضه في ذلك نقل مشاعر الفرح إلى والدته بعد حصوله على الوسام الرفيع. وامسك بالرسالة ورفعها إلى الإمبراطور كي يتأكد بنفسه,أنتزعها نابليون من يده وجلس مكان الضابط وأكمل الرسالة على الشكل التالي:
\" سيدتي: أهنئك على إنجابك هذا البطل الذي أبلى بلاء حسنا في الجبهة لقد رفع شرف فرنسا, وكان قدوة صالحة لباقي رفاقه لكن, في الوقت نفسه, اللوعة تحز في نفسي, يؤسفني أن أبلغك خبرا أزعجني قبل أن يصدمك لفظاعته.. وهو أنني أعطيت أوامري لتنفيذ حكم الإعدام غدا بابنك, لأنه خالف القانون بإضاءة شمعة وكاد بعمله هذا أن يعرض سلامة الفيلق بكامله للخطر, وبكل محبة أمل أن تتفهمي ذلك, إن سلامة الأوطان واحترام القانون أهم من سلامة وحياة الأبطال\"
الإمضاء نابليون بونابرت \"
وبالفعل نٌفذ الإعدام بالضابط في اليوم التالي, احتراما للقانون.
أن لهذه القصة مغزى كبيرا, فإذا نظرنا إلى تصرف الإمبراطور بحق الملازم البطل من الزاوية العاطفية كشرقيين قد نحكم عليه بقساوة القلب والظلم وانعدام الشعور الإنساني لديه.. أما إذا أسكتنا عاطفتنا ووضعناها جانباً ونظرنا إلى مصلحة الأمة والوطن قبل كل شيء, لوجدنا أن تصرف الإمبراطور بونابرت صائب ومنطقي على الرغم من قسوته, إذ كم وكم من الخونة والعملاء في فرنسا وفي العالم أخذوا من هذه الحادثة عبره ودرساً مفاده أن القانون والنظام فوق العاطفة, وهو لا يخضع لها, ومن يقدم على مخالفة النظام, ولو على حسن نية, فإنه معرض لتطبيق ما نصت عليه الأحكام التي نص عليها القانون مهما كانت قاسية, وكم من الخونة الذين باعوا أوطانهم واستباحوا حرمات بلادهم وسفكوا الدماء بغير وجه حق ,هم بحاجة إلى مثل هذا القرار الشجاع دون الخضوع للعاطفة ,إذ أن سلامة الوطن أهم من أي اعتبارات أخرى.
بقلم العقيد م/ محمد فراج الشهري.
تنومة
Alfrrajmf@hitmail.com
تنومة
Alfrrajmf@hitmail.com