التجارة بالدماء ظاهرة خطيرة تجتاح المجتمع!!!!
عندما يقدم شخص ما على قتل النفس البشرية فإنه قد تجرد من إنسانيته وفطرته السليمة وخرج على النهج الإسلامي القويم وارتكب جرما عظيما وكبيرة من الكبائر وهدد الأمن والسلم وأصاب المجتمع في مقتل , ثم نأتي نشفع في هذا القاتل وتقدم المبالغ الخيالية التي قد تتجاوز الخمسين مليون وقد تزيد وتنقص لكنها تتجاوز إمكانيات القاتل فتتحملها القبيلة أو الجماعة أو الأسرة وهنا تتدخل شخصيات أو مكاتب متخصصة في تجارة الدماء البشرية للكسب المادي والتسويق لهذه التجارة المحرمة والتي تسعى لتعطيل القصاص الذي ورد نصا في كتاب الله العظيم والتوجيه النبوي الكريم , قال الله تعالى : ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون ) وقال تعالى : ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) وقال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام : (خمس ليس لهن كفارة منها 1- الشرك بالله 2- قتل النفس بغير حق ...).
إن تجارة الدماء تعطل الحدود وتساعد على استرخاص النفس البشرية والتشجيع على هذا الفعل المحرم وان كان ظاهرها الشفاعة والإصلاح ولكن الهدف هو الكسب المادي وحسب واستغلال ضعف الآخرين والتأثير عليهم بالجاه والتعويض المادي المغري وابتزاز الطرفين (أسرة المقتول وأسرة القاتل) ولكن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أصدر أمره الكريم بتحديد الديات بنصف مليون ريال كحد أعلى والقضاء على هذه التجارة المحرمة التي تشجع على العنف واستغلال ظروف الآخرين ومعاناتهم وتفشي العنصرية القبلية بين أفراد المجتمع, وعلى ضوء ذلك عمّد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير مشايخ وأعيان قبائل ومحافظات منطقة عسير بالتقيد بالأمر السامي الكريم بتحديد سقف الديات بنصف مليون ريال ومنع المخيمات التي تعد لاستقبال التبرعات لدفع التعويض كما منع الإعلان بطلب التبرعات لدفع الدية لما في ذلك من إثارة مشاعر الاستفزاز ورغبة الانتقام وخصوصا برفع قيمة الدية لتتجاوز عشرات الملايين من الريالات.
المطلوب من المشايخ ولجان الإصلاح أن يعتمدوا التعميم الصادر من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بالالتزام بالأمر السامي الكريم باعتماد نصف مليون ريال كحد أعلى في الديات والحث على الصلح بين الأطراف ذات العلاقة كما قال تعالى : ( والصلح خير) وخطباء الجمع عليهم دور كبير في توعية المواطن والحث على الصلح والتسامح وأن ثواب الله خير وأبقى من عشرات الملايين.
أيها السادة والسيدات إن المغالاة في الديات يؤدي الى زيادة جرائم القتل والاتكاء على دفع الدية مهما بلغت ودعم القبيلة واستجداء ذوي اليسار وهذا أمر مهين ومذل وليس أمامنا إلا التقيد بما ورد في تعميم سمو أمير منطقة عسير وهذا بإذن الله سوف يقضي على هذه الظاهرة الخطيرة والتي تعد دخيلة على مجتمعنا على مستوى الوطن , قال الله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ...) صدق الله العظيم.
صالح حمدان