عندما تغيب القوامة يسقط الحياء وتسوء الأخلاق
قال الله تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض .... ) صدق الله العظيم, فإذا فقدت الأسرة ربها وتنازل الأب عن قوامته فإن الأسرة تعيش حالة من الفوضى وعدم الانضباط السلوكي والأخلاقي , وما تداولته وسائل التواصل المجتمعي عن امرأة كسرت حاجز الحياء والعيب والحشمة والوقار في حفل فني في إحدى المحافظات يعد مؤشر خطير للحالة المتردية التي وصلت إليها بعض الأسر وتخلي بعض أولياء الأمور عن قوامتهم في الأسرة وغياب المرأة عن دورها التربوي وهذا بالتأكيد يؤدي بالأسرة الى الضياع والفوضى الدينية والأخلاقية.
إن ما يحدث من تجاوزات في سلوكيات بعض الفتيان والفتيات من سقوط الحياء والعفة وكسر حاجز العيب ما هو إلا دليل على ابتعاد الأب عن الأسرة وانشغال الأم بأمورها الشخصية وتخليها عن دورها التربوي والتعليمي حتى أصبح الأبناء أيتاما كما قال شوقي:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من همِ الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له أما تخلت أو أبا مشغولا
ومن متابعة ردود أفعال المتابعين من المسؤولين والمواطنين نجد أن بلدنا ولله الحمد بخير وأن العقاب شديد لكل من يتجاوز حدود الأدب والأخلاق في بلد الحرمين الشريفين وأنه يتوجب على خطباء المساجد والمعلمين والمعلمات الحث على المحافظة على القيم والأخلاق والفضيلة والالتزام بالسلوك الإيماني القويم وأنه يتوجب على الآباء والأمهات ترسيخ التعاليم الدينية والأخلاقية والفضيلة في نفوس الأبناء والبنات ليشرّفوا بلد الحرمين الشريفين وليكونوا قدوة صالحة في هذا العالم بكل ملله وطوائفه, قال الله تعالى : ( يأيها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ... ) صدق الله العظيم.
ومما أثار دهشتي تغريد ة للشيخ الكلباني عندما قال :"إن البعض يصاب بالهوس مع بعض المشاهير"، وهذا أمر طبيعي ولكن الغير طبيعي أن الشيخ لم يستنكر هذه السقطة الأخلاقية لهذه الفتاة التي كسرت حاجز العيب والحياء لتعانق رجلا أجنبيا في تجمع جماهيري كبير.
ومما يثلج الصدر ويريح النفس ويطمئن القلب أن الجهات المعنية وفقها الله تفاعلت مع هذا الموقف وهذا السقوط الأخلاقي بالسرعة الممكنة وتعمل على تطبيق النظام والقانون بحق هذه الفتاة (فتاة عكاظ) وكل من تسول له نفسه تجاوز الخطوط الحمراء لأخلاقنا وقيمنا وسلوكنا الإيماني الرفيع,إن على المجتمع تضافر الجهود في مراقبة سلوك أبنائنا وبناتنا وتنمية روح الإيمان والفضيلة في نفوسهم وتقوية الحس الأمني لديهم والتعاون مع الجهات المعنية وتقوية الروابط الأسرية والمجتمعية ,قال الله تعالى : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله.. ) صدق الله العظيم.
صالح حمدان