عطفاً على ما أثير حول واو التهنئة

تعقيباً على تقرير الأخ الصديق والزميل العزيز الأستاذ سعيد بن معيض على موضوع (واو التهنئة تثير الجدل بين المتخصصين في اللغة) والذي استقاه من حوار طويل حول إعراب هذه الجملة دار بيني وبين أحد المهتمين على منتدى تنومة قبل سنة أود التعقيب بما يلي :
1 ــ أشكر الأخ سعيد على نشر هذا الموضوع الذي تفاجأت به بعد مرور سنة على هذا الجدل وكنت أتمنى من الأخ سعيد الاتصال بي قبل نشره حتى أتمكن من تلخيصه وذكر جميع الأوجه المحتملة في إعراب هذه الجملة.
2 ـ استندت في تصويب هذه الواو على رأي مجمع اللغة العربية بالقاهرة والذي رده الأخ المناقش الذي فضل عدم ذكر اسمه وهذا هو رأي المجمع في المسألة : ( يُخَطِّئُ بعض النقاد ما يشيع من قول الناس في أعيادهم:
كل عام وأنتم بخير بناء على أنه لا موضع للواو هنا، والصحيح عندهم أن يقال: كل عام أنتم بخير وقد درست لجنة الألفاظ والأساليب بالمجمع اللغوي بالقاهرة هذا التعبير وانتهت إلى أنه جائز على أن يكون كل عام مبتدأ حذف خبره، والتقدير: كل عام مقبل وأنتم بخير، والواو حالية، والجملة بعدها حال).انتهى
3 ـ الذي حملني على القول بأن الواو ابتدائية مع أنها وقعت في عرض الجملة التقدير بأن الجملة فيها تقديم وتأخير والأصل وأنتم بخير كل عام
4 ــ في هذه المسألة أوجه كثيرة كلها جائزة وسأذكر منها الوجوه المتعلقة برفع كل لأن هناك أوجه أخرى فيما لوكانت منصوبة وهذه الأوجه المتعلقة بالرفع والتي تثبت صحة هذه الواو هي :
الوجه الأول : ما ذكره مجمع اللغة العربية في قراره السابق ذكره.
الوجه الثاني : يقبل أو يعود أو يجيء كل عام وأنتم بخير فكل فاعل وعام مضاف إليه والواو حالية وأنتم مبتدأ وبخير متعلق بخبر محذوف والجملة حالية
الوجه الثالث : كل مبتدأ والواو زائدة للتوكيد وجملة أنتم بخير في محل رفع خبر لكل.
الوجه الرابع : هناك من يقول بأن كل عام مقبل جملة وأنتم بخير جملة معطوفة عليها من عطف الجملة على الجملة بالواو فتكون الواو عاطفة وهذا أيضاً تخريج قوي.
5ـ لا أعتقد أنني قلت أن كل اكتسبت التعريف من عام لأن النكرة إذا أضيفت إلى النكرة اكتسبت منها التخصيص وليس التعريف وإن كنت قلته فهذا سهو مني أعتذر عنه.
6 ــ نص علماء اللغة على أنه لا يجوز حذف واو الحال إذا كانت جملة الحال اسمية مجردة من ضمير يربطها بصاحب الحال كقولنا جئت والناس نائمون وعلى هذا يمتنع حذف الواو في كل عام وأنتم بخير إذا اعتبرناها واو الحال.
وحيث إن الخطأ من المختص ليس كالخطأ من غيره ولأن هذا التقرير جاء مقتضباً من حوار طويل فقد أحببت التعقيب وخاصة للمختصين في اللغة العربية والمهتمين بها والذين يجدون متعة في قراءة هذه المسائل الجدلية .