×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

ماذا بقي للنساء إذا فقدن الحياء !

صفة الحياء من صفات المؤمن، بل هي شعبة من شعب الإيمان، فأعلاها قول لا اله الا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان، كما ورد في الحديث النبوي الشريف.
وردت شعبة الحياء بين الشعبتين الأعلى والأدنى من السبعين، وهي دلالة على فضل هذه الصفة، وهي من أعظم الصفات في حسن الخلق، ومن يتصف بالحياء يأمن الناس بوائقه إن غابوا وإن حضروا، ومن يتسم بها يُعطي كل ذي حق حقه دون أن يبخس الناس شيئا من حقوقهم.
من كانت صفة الحياء ملازمةً له كان للطريق وسالكيها حق عليه فلا يعتدي على غيره، فهو من أشد الناس صرامةً والتزاماً بالنظام، ذلك أنه يعرف ماله من حقوق وما عليه من واجبات، فهنيئاً لمن اتصف بهذه الصفة فقد نال خيري الدنيا والآخرة.
أودع الله صفة الحياء في النساء بالجملة، وجبلها على هذه الصفة لتبقى معها ما بقيت على قيد الحياة، ولم يأمرها الإسلام بالحجاب وخفض الصوت إلا صوناً لها وحفظاً لحيائها، فإن هي نزعتها فماذا بقي لها بعد أن تفقد صفة الحياء ؟.
نصوص قرآنية عديدة، وأحاديث نبوية شريفة، أرشدت المرأة المسلمة لتكون نبراساً وأنموذجاً يُحتذى في الطُهر والعفاف : (وقرن في بيوتكن) صيانةً لها من اختلاطها بالرجال، (ولا تبرجن) لمنع الفتنة، (فلا تخضعن بالقول) خوفاً من طمع الطامعين، (ولا يضربن بأرجلهن) حتى لا يظهر صوت الزينة، ( فسألوهن من وراء حجاب) لمنع فساد القلوب.
يبدو أن استحضار مثل هذه النصوص قد أضحى بعيد المنال في ظل فوضى التكنولوجيا الحديثة بما جلبته من وسائط بالصوت والصورة والحركة حملت في طياتها كثير من القيم والأخلاق والمبادئ التي لا تمت بصلة للدين الإسلامي الحنيف.
عندما تخرج المرأة في هذه الوسائط لتحادث الرجال غير المحارم بدعوى التسلية، أو تتراقص في المدرجات الرياضية بقصد التشجيع، أو تصعد على خشبة المسرح لتقبيل الرجال بدعوى الحرية، فهذا يعني انفلات الحبل على غاربه، وهو دلالة على أن خلق الحياء قد انفرط عقده ولم يبقى للمرأة بعد أن تفقد حياءها صفة يمكن أن تُحمد عليها، وليس أصدق من قول الشاعر:
يَعِيشُ المَرءُ ما استَحيَا بِخيرٍ.........ويبقى العودُ ما بقِيَ اللِّحاءُ
فلا واللهِ ما في العيشِ خيرٌ .........ولا الدنيا إذا ذهبَ الحياءُ
إذا لم تَخشَ عاقبةَ الليالي ...........ولم تَستحيِ فاصنع ما تشاءُ.
 0  0  637