إليك يامجتمعي
إليك يامجتمعي العزيز أرفع شكواي هذه ،،، الشكوى التي أرّقت نومي وقضت مضجعي وضخمت مع الوقت ألمي وأعلم ان الشكوى لغير الله مذله فأرفقتها بالدعاء من باب الأخذ بالأسباب وتعبداً لله عسى أن يستقيم الحال وهكذا فعلت فلم أرى يستجاب لي فقد يكون دُفع بها عني وعنكم عظيم سوء أو أنها أُجلت إلى الدار الآخره لينعم بها من صلح حاله وعمله وسرائره فيا مجتمعي العزيز انا لا أشكو الفقر فقد اُعطيت مالم ينله الرُسل والانبياء فانا أملك سيارات فارهه وبيت أستحي أنني أسكنه ولم يسكنه خير من طلعت عليه الشمس نبينا محمد (ص ) وآكل مالذ وطاب وكان رسولنا يضع الحجر على بطنه من شدة الجوع ولا أشتكي قلة المال فانا أملك مالم يكن يملكه الكثير من الصحابه والرسل وهم خيرة البشر وكثير من الملوك في عصور سابقة ولا أشتكي عوارض صحيه اقعدتني الفراش وإن اشتكيت فقد وِجدَت المشافي والمصحات وأسباب التداوي الناجعه في وقت نهش المرض جسد سيدنا أيوب عليه السلام إذاً انا أحسن حالاً منه ولا أشتكي الخوف من هوام الأرض وكائناتها فالأمن مستتب والحال في دعة ورفاه في وقت إبتلع الحوت سيدنا يونس ولبث في بطنه ماشاء الله أن يلبث إذاً انا احسن حالاً منه ولا أشتكي قلة (العزوة )وقت الشدائد ليكونوا لي سند وقت الحاجه والضروره فما أكثر القوم حين نعدهم ونعتدّ بهم في وقت عصى آزر إبنه سيدنا إبراهيم عليه السلام كما جمع له قومه الحطب والقي في النار وسيدنا لوط عصاه قومه وزوجته وأبو طالب عم رسول الله وهو من قام على تربيته ومناصرته وحمايته من قريش عصى محمد ( ص ) عندما طلب منه ان يشهد ان لا إله الا الله كلمة يحاجج بها الله فأبى إلا دين أجداده إذا انا أحسن حالا منهم ولا أشكو غياب الصديق الصدوق الموِد رغم قلت عددهم في وقت كاد إخوة يوسف لأخيهم سيدنا يوسف كيدا عظيما وهابيل قتل أخاه قابيل إذا انا أحسن حالا كما لا أشتكي الشتات والتشتت في حياتي فهي مستقره وتسير على خير حال في وقت هاجر نبينا محمد الى الحبشه الهجرة الأولى والهجرة الثانيه الى المدينه هو وبعض قومه لنشر الدعوة وما لاقوه من أذى قريش وما من نبي الا تعرض لإبتلا ء عظيم اذا انا أحسن حالا إنما أشكوا بعموم الحال لا بخصوصه أشكو منك إليك يامجتمعي العزيز أشكو حياتنا قبل مماتنا ثم أشكوا مآلنا بعد مماتنا فكيف نكون في كلتا الحالتين والأمر طردي الحال والمآل ألا نخجل ان نعيش حياة لم تمر على البشريه من قبل حياة نعيمُُ يسلب العقول والألباب حياة أمن ورخاء وصحة ثم يكون هذا النعيم مدعاة لنكران عطاء الله عندما منّ علينا بكل نعيم نعم زادت وتوالت علينا النعم فأسقطنا شكرها ورفعنا كفرها تقاطع الأقارب وأنكر بعضهم فضل بعض ُهمش الفقراء والمعوزين،،، أُستحقر عابر السبيل ومن شحت عليه الحياة بشيء تستقيم به حياته اُحتقر و ُنهر الغريب حال غربته رُفع شأن الرويبضه وأُسقط أعزّة القوم وحكمائهم تفشت الطبقيه واصبح الكثير منا عاملون عليها حتى لا نكاد نرى ونشاهد الا طبقتين طبقة ألأثرياء المتمكنين المحاطين بالمطبلين والمتملقين تغشاهم الكثير من علامات الاستفهام والشبهات طبقة يرون ان كل شيء تصل إليه أياديهم هو حلال محض حتى وإن كان بالغ الحرمه وعندما يعز عليهم الوصول اليه يدّعون حرمته حتى وإن كان حلالا زلالا حسدا من عند أنفسهم كي لا يناله غيرهم من البشر ويشيعون ذلك لتبرئة النفس والإهام بنقاء السرائر،،، أشتكي المتكبرون الذين يمشون على الأرض بخيلاء فأفقدوا الحياة جمالها والمجتمع ويئامه وسكونه هولاء الذي سيكونون يوما طعام للدود في غياهب اللحود في مشهد لو مكن الحي من نظرةٍ إليه لصعق،،، وطبقة أخرى هي الطبقة الكادحه المحاطه بطبقة أخرى من نفس جنسها ولكنها خارج دائرة التطبيل والإعتراف بوجودهم كبشر،،، أشتكي أولئك النفر الذين وقفوا للناس موقف العداء فتحللوا من الأعراف والنواميس والمروأة فاستعدوا البشر من أجل وسخ الدنيا وكان ديدنهم تتبع عورات الغير والإضرار بهم فرحماك ربي بحالنا ونسألك أن لا تؤاخذنا بما يفعل من حاد عن جادة الصواب والحق فالحق بين والباطل بين ... فمن يكن هولاء كي يتعالوا على سنن الله في الكون ... ألانستحي من الله حق الحياء فنحفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ولنتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك استحيا من الله حق الحياء..
محمد أحمد الشهري
aryaam22@hotmail.com
محمد أحمد الشهري
aryaam22@hotmail.com