موجز حول (التطرف والإرهاب.2ـ2)
أما فيما يتعلق بالإرهاب فتقول عندما يتحول التطرف من موقف فكري إلى فعل عنيف فإنه ينقلب إلى إرهاب.. ولكن ماهو الإرهاب؟
لاشك أن هناك صعوبات عديدة تنشأ بصدد تعريف الإرهاب, وتحديد أبعاده المتعددة فحتى الآن لم يتفق المتخصصون على تعريف محدد للإرهاب. فمرتكبي الأفعال الإرهابية في الماضي كانوا يخوضون حرب عصابات لتحرير بلادهم وهكذا تختلف نظرة كل مجتمع من المجتمعات لعملية الإرهاب والإرهابيين- أما في تعريف المعجم الرائد فقد جاء به (الإرهاب هو رعب تحدثه أعمال العنف مثل القتل وإلقاء المتفجرات والتخريب وذلك بغرض سلطة أو تقويض أخرى)
ويعني الإرهاب أيضا محاولة بعض الأفراد كعناصر أحادية التصرف أوبعض الأفراد والجماعات التي تعمل كخلايا تعمل في إطار منظم لفرض رأي أو فكر أو مذهب أو دين أو موقف معين من قضية من القضايا بالقوة والأساليب العنيفة بدلا من اللجوء للحوار والوسائل الحضارية.
والإرهاب والحق لا يجتمعان. فالإرهاب قيد على الحرية ووأد لها ويختلف الإرهاب في العلاقات الفردية بين الناس عن الإرهاب بين الناس والسلطة, وعن الإرهاب بين دولة وأخرى.
والحديث عن الإرهاب نوازعه وأهدافه وأنواعه قد يحتاج إلى محاضرة مستقلة ومطولة ولكن أحببت هنا أن أعرج تعريجه بسيطة للتعريف وأحب أن اذكر أن ما تقوم به الفئة الضالة وما قامت به هو إرهاب أجوف فهم حقيقة الأمر لا يعلمون لماذا يقومون بهذه الأعمال إذ أنهم مسيرون لتنفيذ مخططات الخوارج وأعداء الإسلام والمسلمين.
حيث أن الإسلام نهى عن الإرهاب أو الإكراه تاركا للناس أن يهتدوا بإرادتهم الحرة دون إكراه أو قهر قال تعالى ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) سورة البقرة أية 256, وقال تعالى ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )سورة يونس آية 99
كما أن دم (الذمي)كدم المسلم تماما في حرمته وماله وعرضه وأمنه وأمانه في عنق كل مسلم, وكل مسئول في الدولة الإسلامية.. فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول(من آذى ذمياً فأنا خصيمه يوم القيامة).فما بالك بمن هو مسلم.
ومن الناحية النفسية يرى بعض علماء الطب النفسي أن من السمات الشخصية للإرهابي انه يتميز بالعدوانية والميل للعدوان لأقل مؤثر, وهو يحاول دائما أن يكون ذلك البطل في قصة من صنعه هو, أو أنه هو الذي يريد إصلاح الكون بالعنف, وهو صاحب الفلسفة والقنبلة أيضا.
وقد يكون الإرهابي شخصية (سيكوباتية) أي أنه تصبح جسمانيا, ولكنه لم ينضج نفسيا وسلوكيا, وفي علم النفس الجنائي ظهرت نظرية تقول أن للمجرمين بعض صفات الأنوثة وأنهم يقاومون هذه الأنوثة. ويتظاهرون بالرجولة ويبالغون فيها بالعنف, ويدفعهم العنف إلى القتل ولم تسلم أمة من الأمم أو مجتمع من المجتمعات من الإرهاب والإرهابيين منذ عهد قابيل وهابيل وحتى يومنا هذا.. ارجوا أن أكون قد أعطيت بعض التعريفات البسيطة جدا حول التطرف والإرهاب .
ومن أراد الاستزادة فهناك الكثير من المراجع :
1-مثل مكافحة الإرهاب للدكتور احمد جلال عز الدين.
2- الإرهاب والعنف السياسي لنفس المؤلف.
3- التطرف والإرهاب للدكتور احمد شوقي الفنجري.
4- التطرف الديني وأبعاده للشيخ / جاد الحق علي جاد الحق.
5- الشرطة ومواجهة الإرهاب للسيد جمال الدين محمد علي .
6- مواجهة الفكر المتطرف في الإسلام للدكتور/ حامد حسان.
7- الإرهاب, أسبابه وكيف تقاومه المؤلف صلاح عبد المقصود.
وبعض المراجع الأجنبية المترجمة مثل:
8- أساطير إرهابية بين الوهم والمغالاة والواقع. للمؤلف سيد برج/ بينزس.
9- الإرهاب أكاذيب وحقائق المؤلف مود جوريان وهو مترجم عن الروسية .
10- الإرهاب- التهديد والرد عليه / موريس , أريك.
عقيد م/محمد بن فراج الشهري
تنومة