موقف لن ينساه التاريخ أيها الملك القائد
ما حدث في الأردن الشقيق من اضطرابات ومظاهرات واحتجاجات انعكاسا لقانون الضرائب الجديد والذي أقره البرلمان الأردني واعتمدته الحكومة نتيجة للأزمة الاقتصادية الحرجة التي تمر بهذا البلد الشقيق وتسببت في هذه المظاهرات والاحتجاجات والتي أدت الى سقوط الحكومة وارتفاع درجة هذه الأحداث وهذا ما يسمى برجع الصدى لما يحدث في سوريا والعراق ولبنان من صراعات واحتراب مع الدواعش والمليشيات الإيرانية وحزب اللات وعوامل أخرى دولية كان لها دور كبير في أزمة الأردن الشقيق الاقتصادية وقادة العالم ينظرون بعين الرضا أو اللامبالاة وربما الشماتة من بعض الأصدقاء والأشقاء إلا القيادة السعودية والشعب السعودي فقد تمثلت قول الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام والذي قال : (والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه) فكان موقف الملك سلمان بن عبد العزيز الذي شمل بنظرته كل مواطن أردني ومعاناته مقدرا دور الحكومة الأردنية لمعالجة الحالة الاقتصادية التي تعصف بهذا البلد الشقيق والتي تأتي امتدادا للاضطرابات في دول الجوار فاتخذ قراره التاريخي بعقد القمة الرباعية الطارئة في مكة المكرمة مع الزعيمين الشقيقين صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب أمير دولة الإمارات بحضور صاحب الجلالة الملك عبد الله بن الحسين ملك المملكة الأردنية والراعي والداعي لهذا المؤتمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لحل أزمة الشعب الأردني الاقتصادية والوقوف الى جانب الملك والحكومة لتجاوز هذه الأزمة الخانقة التي تعصف بهذا البلد الشقيق وقد تمخض عن هذا المؤتمر الأخوي دعم الاقتصاد الأردني بمبلغ تجاوز (9) مليار ريال تدفع للخزينة الأردنية وضمانات لدى البنك الدولي لمصلحة الأردن ودعم سنوي بمبلغ (600) مليون ريال لانتشال الأردن الشقيق من أزمته الاقتصادية والوقوف الى جانبه حتى يتعافى ويعود الى حالته الطبيعية.
هذا الموقف الأخوي النبيل الذي يقفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله مع الشعب الأردني الشقيق هو نهج استراتيجي ومبدأ أساسي في سياسة المملكة العربية السعودية للوقوف الى جانب شعوب الدول الشقيقة العربية والدول الإسلامية وخادم الحرمين الشريفين حفظه الله يده ممدودة بالخير لكل الشعوب بلا منة ولا مصالح ضيقة , وكما قال الحطيئة :
من يفعل الخير لايعدم جوازيه
لايذهب العرف بين الله والناس
إنه موقف تاريخي لن ينسى للملك سلمان حفظه الله كما كان موقف الملك فيصل رحمه الله بعد هزيمة (67م) التي لحقت بكل الدول الحدودية المشاركة في تلك الحرب المشؤومة بكل الإمكانات المتاحة لتجاوز آثار وتبعات تلك الحرب وتعافي كل الجيوش العربية لتحقق انتصار حرب (73م) واجتياز مانع خط بارليف والذي يعتبر أكبر مانع خرساني ومائي في الحروب الحديث بما فيها مانع خط ماجينو الفرنسي الدفاعي ،والموقف التاريخي الذي لن ينسى للملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله الذي أدى لتحرير الكويت من جيوش صدام حسين وتحمل تبعات تلك الحرب لطرد صدام وجنوده من أرض الكويت الشقيق وتطهيرها من كل ذيول تلك الحرب المشؤومة وعودة الشعب الكويتي الشقيق لأرضه وتاريخه معززا مكرما, وقريبا إن شاء الله يتحقق النصر ضد الحوث ومن شايعهم ويلتم شمل الشعب اليمني بكل أطيافه تحت مظلة الشرعية وهذا موقف له ما بعده من الانتصارات والعزة والمجد والتقدم والازدهار, والحمدلله رب العالمين..
صالح حمدان