×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

قبل العيد


جلست في تلك الساعة متكئا بجانب حديقتي الصغير في بيتي المتواضع وفي ساعة متأخرة من الليل أستمع الى بعض الاذاعات وأقرأ في كتبي المتناثره من حولي وفي الأثناء رن جرس هاتفي فاذا به أحد الاصدقاء اخذنا نتبادل الحديث في أمور شتى حتى أتينا على ذكر الاعياد وكيف كانت وكيف هي اليوم ثم انهينا الاتصال وبقي ذكر العيد يلازمني عن ذلك العيد السعيد في ما مضى والعيد الذي سنستقبله قريبا هذا العيد الذي طاله التحديث فغيره وجعله رمادي الشكل مبهم الهويه حاولات ان ادفع عني التفكير ولكن اصبح التفكير فيه قهري سلب مني الطمأنينه وراحة البال فبت ليلي لا انفك احث التفكير حتى هذه الساعه.. افكر كيف كنت فيما مضى أستعد للعيد من منتصف الشهر حال الناس في ذلك الزمن ثم نزداد فرحه حتى نجد انفسنا في يوم العيد في غاية الفرح والانبساط والتواصل الذي لا يشوبه ابتذال بل صلة يسعد بها الكل لمدة ثلاثة أيام متتابعه نعم أيها الساده كم كنا نفرح بثيابنا الجديده وكم كنا نفرح بقدوم الناس الينا وذهابنا اليهم نأكل ما قل ولكنه في غاية اللذه نتبادل الحديث بحب وألفه وتقارب تغشى وجوهنا علامات البشر والسرور نضحك من الاعماق نتبادل التهاني نسارع الى الاقارب والأرحام والجيران وعموم الجماعه عبادة وحب وعادة أضفت على الحال جمال وكمال ،،،والآن بأي حال عدت ياعيد قلي بربك أيها العيد من الذي جعلك يوم عابر كسائر الأيام من الذي أطفأ بريق جمالك وأوسعك غربة عنا حتى خلناك أُسقطت من عمر الزمن إذ لم نعد نشهدك ونعيشك الا ذكرى وأي ذكرى بالية بدأ النسيان من خلالها ينهش في أعماق الذاكره حتى يغيبها عنا ،،،أصبح الناس أيها العيد لا يقيمون لك وزنا ولا يعيشون تفاصيلك وانت يوم لك خصوصيتك الجميله السعيده فيا أيها العيد عد للفقير فاطعمه وعد للحزين فأسعده وللمحروم فواسه وعد لي انا فانت فقيدي عندما قتلك الآخرون أبقيت منك شيء في نفسي لعله يخرج ذات يوم فيحيي فينا ماقد مات من الاعياد والافراح ُعد ألي أيها العيد انني احتاجك فلا تدعني وحيدا ...

محمد أحمد الشهري
aryaam22@hotmail.com
 0  0  884