×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

استثمار الثروة المائية !

يكتنف المملكة العربية السعودية في حدودها من الجهتين الشرقية والغربية مياه البحر الأحمر والخليج العربي بامتداد شاسع، هذا الامتداد يمكن أن يساهم في تنويع عجلة الاقتصاد، فالثروة المائية ليست بأقل من ثروة النفط أو المعادن، حيث تزخر هذه البحار بثروة سمكية هائلة لم تستثمر بالشكل المطلوب لتوفير الأمن الغذائي لما يزيد عن الـ 30 مليون إنسان هم سكان المملكة حالياً ويزداد عددهم كل عام بمقدار مليون نسمة.
فوائد الأسماك عديدة لا يمكن حصرها في مقال مقتضب كهذا، فهي غنية بالفسفور وهو أحد العناصر المهمة في بناء المخ، كما تعتبر من اللحوم البيضاء الخالية من الدهون الثلاثية والكوليسترول، مما يجعلها غذاء مأمون للأصحاء والمرضى على حدٍ سواء.
بحارنا تزخر بملايين الأطنان من الأسماك التي تذهب هدراً دون أن نستفيد منها كغذاء أساسي ليس له أضرار على الاطلاق، فتشجيع الصيد سوف يولد فرص وظيفية عديدة، كما سوف يوفر كمية هائلة من لحوم الأسماك في السوق بما يفوق الطلب، و يؤدي إلى خفض السعر، ما يجعله متاحاً حتى للبسطاء من الناس.
أمام المعاهد المهنية فرصة إقامة "دورات تدريبية" لتعليم صيد الأسماك لمن يرغب من أبناء الوطن، ومساعدتهم بعد إتمام الدورة بمراكب الصيد، فالفرص الوظيفية فِي جميع مناطق المملكة الساحلية متاحة بالمجان‘‘ و نسبة السعوديين الذين يمتهنون الصيد لا يتجاوز 10% من إِجْمَالي عدد الصيادين في المملكة، فِي حين يبلغ عدد غير السعوديين 17000 عامل أجنبي، يعملون فِي 13000 مركب صيد تتوزع فِي البحر الأحمر والخليج العربي، تنتج 70 ألف طن من الأسماك سنوياً.
أما جامعاتنا فهي بحاجة إلى إعادة النظر في تخصصاتها، فقد تشبع السوق المحلي بتخصصات إما نظرية مجردة، أو علمية بحتة لا تسمن ولا تغني من جوع، في الوقت الذي ينتظر المجتمع أن تغير كافة الجامعات من سياستها التعليمية بالانتقال السريع للجانب التطبيقي، فضلاً عن تبني رؤية واستراتيجية واضحة الأهداف والمعالم من خلال الأبحاث التطبيقية لخدمة المجتمع بشكل عام.
ما سبق يدعونا للتساؤل :
- أين تخصص الثروة السمكية عن الجامعات الواقعة على السواحل ؟.
- وكم عدد الفرص الوظيفية المتاحة للخريجين فور اعتماد قسم متخصص للثروة السمكية ؟.
يمكن للجامعات الواقعة على ساحل البحر الأحمر والخليج العربي في كل من "جازان – جدة – الدمام " استحداث كلية للثروة السمكية تضم عدة أقسام منها " تكنولوجيا تصنيع الأسماك، البيئة المائية، العلوم الهندسية لإنشاء المزارع السمكية، الاستزراع السمكي"، كما يستدعي التعاون بين الجامعات و الوزارات ذات العلاقة بالتصنيع إنشاء مصانع لتعليب وحفظ الأسماك، والتي يمكن أن تدعم الاقتصاد المحلي، كما تشكل مصدر دخل إضافي عند تصدير الأسماك للخارج، فهل يتحقق اعتماد ما ذكرت...؟ نأمل ذلك.
 0  0  805