×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

أين الرقيب على المسلسلات الرمضانية ؟!!


( العاصوف ) مسلسل تليفزيوني تعرض لانتقادات من قبل العلماء الفضلاء والمثقفين النبهاء على مستوى الوطن لخروجه عن المألوف وكسر حاجز العيب بالإضافة الى التجني على تاريخنا وتشويه صورة السلف وإلصاق بعض السلوك الغير أخلاقي بأجيال خلت أفضت الى ربها وحافظت على دينها وقيمها ومكارم الأخلاق ونبل الصفات , ثم يأتي كاتب يجهل تاريخ سلفه الصالح, ويتبنى أحد رموز الصف الأول من الممثلين على القنوات الفضائية المحلية والإقليمية هذا الطرح الذي يسيء لتاريخنا وسلفنا الصالح ويقدمه في صور ومناظر تبعث على الصدمة والاستهجان حتى الدهشة , كيف يتجرأ من نظن به خيرا على تجسيد هذه الصور أمام المشاهد بكل جرأة وامتهان لتاريخنا وماضينا وأسلافنا الذين علموا العالم مكارم الأخلاق ونبل الصفات وحرمة الجار وصون الأعراض وصلة الأرحام وترسيخ حاجز العيب لفظا وسلوكا دون اعتبار لخصوصية مجتمعنا الدينية والأخلاقية والمكانية , والسؤال الذي يطرح نفسه.
ألا يوجد لجنة رقابية مؤهلة دينيا وتاريخيا وأدبيا وسياسيا لمعالجة مثل هذه المغالطات التاريخية والدينية والأخلاقية وتجنب هذه المواقف والمناظر التي تشوه كل جميل في تاريخنا ويمهد لتقبل كل هذه المغالطات وتوطين هذه السلوكيات حتى يتقبلها الشباب بكل أطيافهم وتصبح جزء من ثقافتنا ومن موروثاتنا الشعبي.
إن الجهات الرقابية تحمي الكاتب والممثل من الوقوع في مثل هذه المواقف المشينة التي تصدم المجتمع بكل أطيافه وتصحح مسار الأعمال الدرامية والكوميدية و تحمي الشباب من تقبل هذه السلوكيات وهذه المغالطات التاريخية واذكر أن رئس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك حفظه الله فهو أحد رواد الصحافة على مستوى الوطن قال يوما ما أن الرقابة تمنح الكاتب حرية الكتابة وعلى الرقيب أن يصحح أي تجاوزات أدبية أو تاريخية أو حتى سياسية ويتحمل الرقيب المسؤولية كاملة , لكن أن تبقى المسؤولية على الكاتب والممثل فإن الثمن يكون باهظا حتى على المستوى الشعبي وليس أضر على الكاتب أو الممثل من أن تتشوه صورته أمام جمهوره ومتابعيه على القنوات الفضائية وخصوصا في الجانب التاريخي والأخلاقي ويصبح مادة تلوكها الألسن على وسائل التواصل الاجتماعي وحديث المجالس وبالتالي فالرقيب ضرورة تمليها المصلحة العامة وحماية الكتّاب والممثلين واحترام المجتمع بكل مكوناته والمحافظة على نقاء تاريخنا وثوابتنا الدينية وخصوصية الزمان والمكان.
أذكر أن هناك ممثلين عرضت عليهم أدوار على المسرح أو السينما أو في مسلسلات درامية وكوميدية بمبالغ كبيرة جدا رفضوها رغم الإغراء المادي لأنها تتعارض مع الفضيلة والمبادئ والقيم والأخلاق , ولهذا فكان حري بهذا الممثل هذا أو ذاك أن لا يقبلا بمثل هذه الأدوار المسيئة لديننا وأخلاقنا وتاريخنا واذكّر هؤلاء الممثلين في مسلسل ( العاصوف ) أن التاريخ لا يرحم وسوف تلاحقهم مشاعر الغضب حتى بعد الرحيل الى العالم الآخر، والله المستعان..


صالح حمدان
 0  0  1028