×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

حيوانات أوشكت على الانقراض !

تتكاثر النباتات والحيوانات البرية في المناطق التي تناسب معيشتها، ولكل موطن نباتاته وحيواناته المختلفة، فوجود الماء يعني وجود النبات، وعندما يوجد الماء والنبات تكثر الحيوانات، وليس أدل على هذا من كثرة الحيوانات البرية والنباتات في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة العربية السعودية "الطائف – الباحة – عسير" حيث تسقط الأمطار، وتنتشر الغابات، وتكثر المغارات التي تشكل مأوى للحيوانات البرية في أعالي الجبال.
هذا التنوع الأحيائي المتمثل في النباتات والحيوانات يستدعي من الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها المزيد من الجهد، فلا تزال الحاجة ماسَّة لإقامة – محميات- لبعض الحيوانات التي أوشكت على الانقراض في أماكن استيطانها ومنها "الحمير الأهلية وقرود البابون"، إذ أن انتشار هذه الحيوانات على نطاق واسع فيما بين الطائف وعسير، وهي الأماكن التي تناسب معيشتها، يستلزم التفكير ملياً في كيفية تكثير هذه الحيوانات ؟ وكيف لنا الحد من انقراضها ؟.
في الوقت الحاضر أنعم الله علينا بوسائل عديدة، فالسيارة والقطار والطائرة والباخرة، كلها وسائل نقل مريحة وسريعة، فلم تعد الحاجة تدعو لاستخدام وسائل النقل القديمة "الحمار – البغل – الجمل" التي كانت إلى عهد قريب هي وسيلة النقل المستخدمة لحمل الناس وأمتعتهم، فقد كان الحمار هو الحيوان الوحيد الذي يمكنه التحرك بسهولة في السهل والجبل، ويمكنه تحمل المشاق فترة طويلة.
تتعرض الحمير الأهلية في الوقت الحاضر لحملات شرسة يمكن أن تقضي عليها، فبالإضافة لعمليات الدهس التي تتعرض لها بين الحين والآخر من الشاحنات في الطرق السريعة، نجد أن هذه الحيوانات باتت تُشكِّل فرصة ثمينة للتكسب من خلالها، إما بالبيع عن طريق التهريب، أو من خلال ذبحها وبيعها على الملاحم، ناهيك عن بعض الأمراض التي يمكن أن تفتك بها دون أن تجد العناية البيطرية للمحافظة عليها.
أمام الهيئة الوطنية للحياة الفطرية فرصة اللحاق بهذه الحيوانات من خلال إنشاء محميات طبيعية لها في مناطق تكاثرها للحد من انقراضها، وللهيئة القدرة على إقامة فعاليات وأنشطة مصاحبة داخل المحميات كنوع من الترفيه للعائلات، على اعتبار أن هذه المحميات يمكن تحويلها لحديقة حيوانات واسعة تضم الحيوانات الأليفة، والتي استأنسها الإنسان منذ القدم ويتعامل معها بسهولة دون أن تُشكِّل خطراً عليه، فهل يمكن للهيئة أن تقوم بهذا ؟ نأمل ذلك !
 0  0  871