×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

- بيني وبينكم -

فجاةٌ أنتابني حلم يقظة أُحدِثُ فيه نفسي قائلا لو قدر لي أن أكون مسؤول كبيرا لستقطبت أبنائي وأبناء عمومتي وجماعتي وكل من أعرف للعمل في إدارتي او في إدارات يرأسها أصدقائي من الذين يتبنون فكر ( إقطع لي وأمسك لك) ... ثم لفتحت الباب الخلفي لإدارتي أو مكتبي لاستقبال ما يمكن إستقباله من الهدايا والعطايا التي تجعلني لا أستطيع إلا أن أُلبي طلب كل من أراد ان يحصل على فرصة عمل أو دوره أو علاوه او أحرره من قيود العمل الملزمه حتى يتمكن من قضاء وإنهاء أعمال خاصه به أو بي كانت تجاريه او غيرها خارج بيئة العمل ثم لجعلت مصالح الناس في آخر إهتماماتي فكل مطرود ملحوق والاقربون والمتملقون أولى بالمعروف ولا أهتم كثيرا لاهدار الوقت و المال العام ولأسقطت قيم العداله والتنميه ولعملت على تثبيت المحاصصه حتى أكون شخصية اعتبارية ذات شأن ،،،طبعا لكي أكون رجل (مطلق عند ربعي وجماعتي) وإسمي على ألسنة الناس في كل مكان وأحظى بمقعد دائم في مقدمة مجلس الأمن عفوا مجلس الجماعه ويكون لي مهابة كلما قدِمتُ على جمع ممن طالتهم آياديَّ البيضاء وعم كرمي الصغير والكبير منهم ومن يدور في فلك الفساد والعاملين عليه فكل من يجيد ضرب الدف لا بد له من قوم شيمتهم الرقص ولكي أحظى بسمعة خارقه بين الفسدة والمفسدين وتنهال علي عبارات المدح والاطراء نثرا وشعرا ولكي احظى بكل تلك المزايا فانه يتوجب علي ان اتخلى عن العهد الذي قطعته على نفسي في مجال عملي وهو ان احترم سياسات إدارتي وان احافظ على أسرارها وممتلكاتها وأللا أستقطب إلا من كان كفؤً دون محاباة لأحد. إلا ان الوضع السائد في محيطنا لم يمهلني كثيرا حتى وجدت نفسي محاط بكل ما لذ وطاب من الهدايا والإشادات والدعوات إلى مناسبات على شرفي الموقر مناسبات يغلب عليها التصفيق المحموم المسموم حتى ظننت أن لي مكانة خاصة و رفيعه في الأوساط الدوليه علاوة على مكانتي الإجتماعية التي لم يصل إليها أحد إلا بشق الأنفس وهذه ميزة تحسب لي فجعلت مقر إدارتي إرشيف لطالبي العمل براتب دون عمل أو الوعد بالتعيين قريبا كما وأجزلت العلاوات وبدل الانتدابات الوهميه والتميز وحسن السيره والسلوك للمنحلين وظيفيا ومتدنيي الانضباط والانتاج حتى اصبحت إدارتي وبكل فخر في مقدمة الاسوأ سمعه في الفساد على المستوى الوطني مما أهلني لشغل منصب أعلى بكل جدارة وإقتدار إلا انني صحوت من أحلام اليقظه هذه لاجد أنني حافي الحال والمال فاصبت بصدمة أقعدتني السرير الأبيض لأيام عده ولا زلت حتى هذه الساعه في جلسات رقية شرعيه لمجرد حلم عابر أستحوذ على تفكيري لبعض الوقت رغم مقاومتي الشديده له خوفاً من عواقبه القانونيه الوخيمه إن وجدت ،، فكيف لو أن تلك حقيقة لهلكت ،،، و الموت مع المفسدين رحمه؟؟؟؟

محمد أحمد الشهري
aryaam22@hotmail.com
 0  0  1049