×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الحلم السعودي في ذكرى اليوم الوطني

د. على الجحني
بواسطة : د. على الجحني
الحلم السعودي في ذكرى اليوم الوطني

ماذا تحقق من الحلم السعودي في ذكرى اليوم الوطني؟ إنه سؤال كبير والإجابة عنه تحتاج إلى مجلدات تستوعب مسيرة قرون طويلة هي عمر هذا الكيان: قيادة وشعبا.
ويجيء اليوم الوطني للمملكة هذا العام والوطن يعيش نهضة شاملة, وأجواء مفعمة بالإنجازات التي يقف أبناء الوطن أمامها إكبارا وإجلالا, حيث تحققت ولله الحمد على أرض الواقع ملحمة الأمن والوحدة التي أرسى دعائمها الملك عبدالعزيز رحمه الله.
إن الحديث عن استتباب الأمن في ربوع الوطن المترامي الأطراف كان مجرد حلم قبل مجيء الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ثم أصبح حقيقة واقعة في حياتنا اليوم.
لقد انطلقت السياسة الأمنية محققة \\\"معادلة التفوق\\\" التي تجسّدت في المحافظة على الأمن والاستقرار وبناء الرجال، وانتهجت وزارة الداخلية سياسة الاهتمام بالعلوم الأمنية, وفتح نوافذ الابتعاث الداخلي والخارجي, والاستمرار في رعاية ودعم مواقع صنع وتأهيل العيون الساهرة مثل: جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية, وكلية الملك فهد الأمنية, وأكاديمية نايف للأمن الوطني, ومدن التدريب والمعاهد والمراكز الكثيرة.
وبعد هذه النجاحات والتطور النوعي فـي الأداء الأمني، وبعد تهاوي رؤوس الإرهاب وشراذم الظلام، وفي خضم الأحداث الأمنية برز المشروع السعودي للعالم، حتى أصبح في كثير من الدول أنموذجا يحتذى سواء في مجال ما سطره رجال الأمن من إنجازات وتضحيات ميدانية, أو في العمليات الوقائية الاستباقية.
بقي أن نشير إلى علامات فارقة وبارزة وهي أننا لو أجرينا مقارنة بين كبار المسؤولين في وزارة الداخلية لدينا, وبين نظرائهم في وزارات الداخلية في العالم القريب والبعيد لوجدناهم أنموذجين فريدين مختلفين, فهناك يذهب من يهمس - مجرد همس - بكلمة نقد وراء المجهول بين عشية وضحاها وبدون تردد, وبدون سين وجيم, ليس هذا فحسب, بل معه أفراد عائلته الذين سيصبحون إعلاميا غير متعاونين, مشكوكا في وطنيتهم, ويذهب معه الأقرباء والجيران وأصحابه من كل المستويات, وقد يذهب معه في مهب الريح أيضا كل سيئ حظ ألقى عليه السلام, أو صافحه عرضا في يوم من الأيام. ولذلك تتناقل وسائل الإعلام عن تلك المجتمعات رغم التكتم والتضييق عليها أخبار قواتها وهي تقتحم حرمة البيوت والأحياء والجامعات، والمدن, وتعتقل عشوائيا من ليس له ناقة ولا جمل حتى تصبح السجون لديهم مكتظة بعشرات الآلاف، فضلا عن فرض حظر التجوال، وإعلان الطوارئ، والأحكام العرفية, والإقامة الجبرية, وأخذ الأقارب بجريرة أبنائهم, وفوق هذا إساءة الظن فـي كل من هب ودب, وفي الأحياء والأموات.
أما هنا في مملكة التوحيد والوحدة, مملكة الإنسانية فكل مواطن يعيش حياته كريما حرا آمنا معززا مرفوع الرأس في وطنه في ظل شريعة الإسلام.
وفي مناسبة اليوم الوطني نردد التحية إكبارا واحتراما لرجال الأمن الأبطال في هذا الوطن المعطاء، ونقول بأعلى صوت: امض يا أغلى وطن إلى الأمام فالكل معك وعناية الله ترعاك وتحرسك, وتبا للحاقدين والحاسدين وسحقا للإرهاب والإرهابيين, ومحقا لدعاة التيئيس والإحباط والتخذيل.
والحق أن لدينا طموحات نروم إليها, ونسعى إلى تحقيقها ليكتمل المشروع السعودي بكل تفصيلاته, ومن ذلك: الدخول إلى منظومة العالم الأول المتقدم في إطار ثوابتنا, وأن يستشعر كل مواطن أن التنمية والأمن مسؤولية الجميع, وأنهما وجهان لعملة واحدة, وأن الفساد بشتى صوره ورم سرطاني يجب استئصاله, وأن عنصرية التفكير والإقصاء وضعف المواطنة مهددات لوجودنا, وأن الفكر الإرهابي وثقافة التيئيس والإحباط خطر لم يستفق البعض للتصدي له بشجاعة.
فلنغرس في قلوب أبنائنا ثوابت المنهج, وقيم الأمن, واحترام النظام, والإخلاص في العمل, وحمل الأمانة بجدارة كل في موقعه, والمحافظة على ما تحقق من إنجازات والنظر إلى المستقبل بتفاؤل ومثابرة وبجد واجتهاد. فما أعظم حب الوطن, وما أعظم الدفاع عن حياضه والإخلاص له فوق كل أرض، وتحت كل سماء. وكل عام وأنتم والوطن بخير.

د. علي فايزالجحني
جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
بواسطة : د. على الجحني
 0  0  7475