×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

مشروع توفيق رأسين بالحلال !

حثَّ الإسلام على الزواج، ورغَّب فيه، وهو من سنن المرسلين، وعباد الله الصالحين، به تتكاثر الأمة، ويعلو شأنها، وتقوى شوكتها، ومن خلاله تسكن النفوس إلى ما يناسب طبيعتها، ولولا هذه الجبلة والفطرة في النفس البشرية لانقرضت البشرية، إلا أن الله أراد للبشرية البقاء، فكان الذكر والأنثى، فله الخلق والأمر من قبل ومن بعد.
لن أسهب كثيراً في الزواج ومنافعه، إنَّما الذي يعنينا في هذه المقالة المقتضبة هي مشكلة العزوف عن الزواج وأخطاره على الشباب والفتيات، ما يثير كثير من التساؤلات حيال هذه القضية :
- ما الأسباب والدوافع وراء ازدياد نسبة العوانس والعازبين في المجتمع ؟.
- وهل قامت مؤسسات المجتمع المدني ( المسجد- المدرسة – الإعلام ) بالدور المأمول منها ؟.
- وأين دور وزارة الشؤون الاجتماعية حيال هذه القضية ؟.
- ولماذا لم يتم الاستفادة من وسائل التقنية الحديثة في التوفيق بين الراغبين بالزواج ؟.
يبدو أن الاقتصار على الزواج من المعارف أو من خلال الخاطبات لا يزال هو السائد، ومعظم المساعدات التي تقوم بها الجمعيات الخيرية أو المؤسسات في هذا المضمار هي مساعدات مادية أو عينية بعد عقد الزواج وليس قبله، أما قضية الاختيار أو البحث عن زوجة فليس سوى جهود فردية يقوم بها بعض الأشخاص المتحمسين عبر المواقع الالكترونية دون أن يكون باستطاعتهم القدرة على الاستمرار والتصدي لهذه المهمة.
أما مواقع الزواج الالكترونية فهي تموج بكل ما هبَّ ودبَّ، ليس منها سوى التسلية وقضاء وقت الفراغ، هذه المواقع ليس فيها مصداقية، لغياب الجهة المشرفة عليها، فمعظمها مواقع مجانية أشرف على تأسيسها أعضاء من خارج البلاد وليس من داخلها.
المواقع الالكترونية نعمة متى ما تم استغلالها والعمل بها بصورة حسنة، وطريقة منظمة، ومعلومات صحيحة، وبيانات كافية لكل طرف، لمنع الفوضى والدخلاء وضعاف النفوس ومن ليس لديهم الرغبة الصحيحة بالزواج، وهذا لا يمكن أن يتأتى إلا بوجود جهة حكومية تشرف عليها لخدمة الطرفين برسم رمزي يدفع مقدماً لضمان البحث عن شريك الحياة من خلال الموقع بعد تدوين كافة المعلومات في سجل شامل يمكن الدخول إليه برقم السجل المدني للتحقق من الشخصية لتتولى وزارة الشؤون الاجتماعية الإشراف والمتابعة لهذا الموقع كمظلة رسمية.
أجزم عن يقين أن مثل هذا الموقع للزواج لو تم إنشاؤه والعمل من خلاله، سيدخله الملايين لبحث كل طرف عن شريك الحياة، وسوف تتوفر فرصة عمل لعدد من العاطلين من الجنسين، نظير الرسوم المادية الهائلة التي سوف تتدفق على هذا الموقع بانتظام، والذي من خلاله يمكن أن يجد كل شريك مواصفات الشريك الذي يناسبه بكل مصداقية، ما يقلل من احتمالية نشوء الخلافات الأسرية، ويَحُد بنسبة كبيرة من ارتفاع معدلات الطلاق في المستقبل.
 0  0  1361