الثقافة لم تحظ بالاهتمام من الجهات المعنية بعد.. !!
الثقافة هي المعرفة التي ترتقي بالشعوب وترفع درجة الوعي وتعلم الأجيال معالي الأمور وتهذب الأخلاق وتقدم الخبرة وتوفر القدوة لكل أبناء المجتمع بكل أطيافه وخصوصا طلاب العلم سواء في المدارس أو الجامعات وتاريخنا ثري بالثقافة والمعرفة بكل مصادرها المحفوظة في المكتبات ومراكز البحوث والكتب والمراجع.
إن شباب وشابات الوطن أصبحوا يعيشون حالة من الفراغ الذهني ويبحثون في وسائل الاعلام فلا يجدون ما ينمي ثقافتهم ويوسع مداركهم إلا من خلال ما يقدم على وسائل التواصل المرئي والمقروء والمسموع وأصبح المعروض على الشاشة والذي هو في متناولهم الممثلين والممثلات والرياضيين والمطربين بما في ذلك المصارعين والمهرجين حتى تقليعاتهم في اللبس وقصات الشعر ليتشربوا بثقافتهم بكل مكوناتها وأصبحت ثقافة هذا الجيل تمتد لحفظ الأسماء والألقاب والمظهر لكل هؤلاء الذين يقدمهم إلا علام ولا يتذكروا أسماء قادة الصف الأول في الغزوات النبوية المباركة وما صاحبها من فتوحات وانتصارات عظيمة و بروز صحابة وصحابيات وتابعات وتا بعين وقادة وعلماء ومفكرين على مستوى العالم وقد امتلأت كتب التاريخ بأحداث الفتوحات الإسلامية والانتصارات التي أبهرت العالم من انطلاقة فجر الإسلام.
كم هو جميل أن يعرض في إعلامنا المرئي فقرات مستدامة للحديث عن صحا بي أو قائد أو عالم من العلماء كل في مجاله طول العام لاستحضار تاريخنا المشرق ليكونوا مرآة عاكسة لكل النجاحات في تاريخنا البعيد والقريب والمعاصر واستلهام هذه النجاحات العظيمة في مسيرة شبابنا وتوسيع دائرة ثقافتهم المعلوماتية وإقامة المسابقات الثقافية لإثراء ثقافتهم المعرفية على مستوى الوطن وإلا سوف يتشرب ابناؤنا ثقافة التغريب لتذهب بهم بعيدا عن مجتمعهم العربي المسلم وينسلخوا من كل قيمنا وأعرا فنا وتاريخنا وانتمائنا، وحبذا لو تقوم الجهات المعنية بالتخفيف من البرامج الرياضية التي أصبحت تحتل أكبر مساحة من الوقت والتهريج التي فيها من الإسقاطات اللغوية واللفظية والتي لا تضيف للشباب شيئا مفيدا ونافعا في مسيرتهم الطموحة وتنحدر بالمستوى الثقافي المستنير وتؤدي الى إهدار وقتهم وقتل طموحهم ورفع نسبة البطالة بين صفوفهم.
و المطلوب والمأمول في هذه المرحلة من تاريخنا أن يقدم إعلامنا مواقف مشرقة من تاريخنا تظهر فيها مقتطفات من سير الصحابة الغر الميامين وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدين والصحابة الأجلاء والقادة والعلماء أمثال خالد بن الوليد وأبو عبيدة وعمرو ابن العاص وسعد بن أبي وقاص والقعقاع وعمرو بن معد كرب وخولة بنت الأزور ومحمد بن القاسم وطارق بن زياد وصقر قريش وابن الهيثم وابن سيناء وابن رشد وابن زيدون والخوارزمي والكندي والرازي والفارابي وابن النفيس الخ من هؤلاء العظماء ليتربى ابناؤنا على نجاحات هؤلاء الرموز ويتشربوا ثقافتهم ويسيروا على نهجهم وطموحهم، ولكي تتعمق روح الإسلام وروح الانتماء في نفوسهم والارتقاء بالمستوى الثقافي لديهم ، والمطلوب معالجة هذا القصور في الجانب الثقافي ’ حتى النوادي الأدبية لا تثقف الا نفسها بدليل ان الحضور لندواتهم لا يتجاوز أصابع اليد وكما يقال (يكتفى بمن حضر)وهذا يؤكد تواضع المحاضرين ومحدودية حضورهم الأدبي والفكري في المجتمع وحتى المتا بعين لهم محدودين جدا , وحبذا لو يكون للنوادي الأدبية قناة تلفز يونية خاصة تنقل نشاطهم لكل شرائح المجتمع وبذلك تتحقق الثقافة للجميع , وفق الله وسدد على طريق الخير كل أبناء الوطن المخلصين لدينهم وملكهم ووطنهم ، قال تعالى : (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) صدق الله العظيم.
صالح حمدان