×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

شيء من الذكريات

أتى رمضان وكلما أقترب ينتابني عبق الذكريات يفوح بالحنين الى حقبة مضت حقبة لم يكن يدور بخلدي انني يوما سأغادر ها وارحل عنها وعن تلك الأماكن واولئك الرفاق روحا وجسدا الرفاق الذين كانوا هم من كان يملأ الحياة ضجيجا وسعاده غابوا اليوم وهم بيننا نشاهدهم وتتقابل الوجوه نحادثهم ويحادثوننا إلا ان صداقة الماضي قضت عليها الحياة وكأنلم يكن بيننا وبينهم رابط الطفوله وما كأننا كنا ذات يوم في مكان أحببناه وأحبنا ثم طوى الزمن تلك المرحلة،،، إنها نوبات حنين شديدة وأخص بها الحنين لرمضان فيما مضى حتى تكاد العيون تذرف الدمع شوقا لذلك الزمن الجميل الذي كان رمضان فيه غاية الجمال والروحانيه والألفة ففيه عشنا بين اناس هم أباؤنا واخواننا وجيراننا وجماعتنا وأناس جمعنا بهم الزمان والمكان واليوم فقدنا الكثير منهم وبفقدهم اضمحل الكثير من الأواصر وغابت لذة الحياة وجماليات رمضان فيما مضى ،،، نعم ياسادتي تغيرت الحياة بتغير مفاهيم الناس وتباين الأحوال فاصبحت فارغة واهية تمر الشهور والسنين سراعا دون ان نعيش ولو الشيء اليسير مما كنا نعيشه .. واليوم أين رمضان الذي كنا نلتم حول سفره البسيطة والمتواضعه تحفنا السعاده ودفئ مجالسة الأحبه نضحك من الأعماق دون تصنع ضحك سعادة وحبور ... فما أصعب أن يكابد الانسان التجوال بين ماضي بهي غارب وحاضر أليم مقيم فقد فيه مساحة الأمل وأصبحت الذكريات هي زاد النفوس ووجهتها وكانما هي جنات رائعة الجمال تتوق لها النفوس تنشد الراحه من أوجاع الحاضر وتبعات الحضارة التي أبحر الناس في ملذاتها ونسوا ثوابتها فتاهت بهم الظروف تتقاذفهم أنى شآت ،،، ألا تتذكرون يوم أن كنا صغارا نتسابق الى صلاة المغرب لنحظى بتمرات تسمى ( الفطريه ) هي بمثابة الحلوى في لذتها ،، ألا تتذكرون يوم ان كان الناس يتهادون شيء من الطعام رغم محدودية تنوعه إلا انه كان أشهى من الشهد ،،،، ألا تتذكرون عندما كان يجتمع كبار السن في مكان يسمى ( المنداه ) قبيل المغرب يتبادلون أطراف الحديث في ألفه ومحبة وتقارب ،،،، ألا تتذكرون عندما يختصم البعض ثم ينفضون من مكانهم بقلوب ونفوس طاهرة نقية لا تحمل حقدا ولا غل يملؤها التسامح والتكاتف ،،، ألا تتذكرون عندما يسارع الجماعة الى بعضهم عندما يحل ببعضم شيء من ظروف الحياة من يسر أو عسر ،، ألا تتذكرون القرية ومنازلها كيف كانت تضج بالحياة والأنس وتزاور الناس فيما بينهم أصبحت اليوم منازل وحشة وأثر بعد عين فكم كنت جميلا يا عهد مضى ... ألا ليتك تعود يوما لأعيش فيك بعض ما فقدت منك..

محمد أحمد الشهري
aryaam22@hotmail.com
 0  0  1370