البكاء بلا دموع
عندما تتعثر المشاريع التي تخدم شرائح كبيرة من المجتمع لضعف إمكانات المقاول أو ضعف الرقابة أو كلاهما أو قصورا في بنود العقد بين الوزارة والمقاول فإنك لا تملك أمام هذا المشهد المحزن إلا البكاء في صمت بلا دموع، والأكثر إيلاما أن هذه المشاريع الحيوية المتعثرة قد امتد بها العمر لسنوات خلت تئن، فهل من مغيث ؟!! عندما أزور تنومه واشاهد مبنى الدفاع المدني الذي تجاوز عمره أعواما عديدة وهو هيكل اسمنتي شوه منظر محافظة تنومه الزهراء وكذلك كبري عقبة القامة الذي يربط بين تنومه والنماص ويخدم رواد منطقة عسير من كل ارجاء الوطن والذي تجاوز عمره أكثر من عشرة أعوام خوالي يستعين فلا معين وعندما تسمع أن هناك أكثر من (700) مشروع تعليمي على مستوى المملكة منها(200)مبنى تعليمي متعدد الأدوار على مستوى الوطن وهو عبارة عن هياكل اسمنتية في العراء والبديل مبان مستأجرة فتقف مدهوشا لا تجد حتى الكلمات لتعبر بها عن مشاعر الحزن والأسى وما عليك إلا البكاء بلا دموع.
البلديات على مستوى الوطن همها الأول إزالة الأسفلت القديم وإعادة تزفيتها وإزالة الأرصفة مع صلاحيتها ثم إعادتها من جديد وبعد عام تعاد العملية نفسها وكأن همها صرف المبالغ المتوفرة!، وأذكر أن هناك شوارع نفذتها شركات متخصصة امتد بها العمر لعشر سنوات وهي ما تزال تقاوم كل عوامل الطقس والعربات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة.
هناك أكثر من (40) مشروع متعثر بوزارة النقل على مستوى الوطن من المشاريع الكبيرة بعضها تجاوز من ولادته عشرة أعوام وما يزال خداجا بين مقاولين وشركات لم يفوا بالتزاماتهم لقصور في العقود وفي الإجراء ت القانونية والرقابية، ولا نملك إلا الدعاء بأن يعجل الله بسرعة استكمال هذه المشاريع لأنها تخدم كل شرائح المجتمع.
هناك من يقول ويؤكد بعشوائية حفظ مستندات المشاريع ولهذا قد نجد وثائق ومستندات غير مكتملة نظاميا من توقيع أو ختم أو تصديق وبالتالي تزداد مخاطر ضياع وفقدان مستندات ووثائق للمشاريع وعدم القدرة على معالجة الأخطاء والتجاوزات بسبب ضياع المعلومات ومعالجتها وضياع حقوق الوزارة وعدم القدرة على متا بعة المشاريع بكفاءة ومسؤولية.
هناك وزارة الصحة ووزارة الشؤون البلدية والقروية لديهما مشاريع متعثرة حالها حال المشاريع السالفة الذكر، ولسان الحال يقول:
هذا الفساد الذي خيم على كل شيء
هذا الذي لم يخف من حد ولا يختشي
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وولي عهده الأمين وحكومتهم الرشيدة وفروا كل الإمكانات لتنفيذ كل مشاريع الدولة المرصودة بالميزانية العامة ولكن الخلل والتقصير من الجهات التنفيذية والتي تتحمل المسؤولية كاملة أمام الله ثم أمام ولي الأمر، ولكن بإذن الله تعالى أن استراتيجية التحول 2030 سوف تعالج كل هذه الممارسات الخاطئة والمحاسبة وفق الأنظمة والقوانين التي تسن للمعالجة والوقاية في المستقبل، وإن غدا لناظره قريب.
والله المستعان.
صالح حمدان