×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

أكاذيب المنجمين والعرافين.. وعلاقات المخابرات

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج

كثر في السنوات الأخيرة ظهور ظاهرة المنجمين والعرافين والكهنة أو ما يسمى Astronomy Teacher. وهذه الظاهرة موجوده منذ زمن ولكنها في أيامنا هذه أصبحت مقلقة إلى حد الإزعاج, والتشكيك في أمور ربانيه, لا يعلم خلفيتها ولا سيرها غير رب العالمين, وهذه الظاهرة التي لا تبشر بالخير لا للإسلام ولا لكافة البشر, نراها تزداد وتتكاثر مع نهاية عام ودخول عام آخر, فيظهر لنا (سوق التنجيم) ويتسابق فيه ضعفاء العقول والسذج وقليلي العلم والتعلم من الناس عليه لمعرفة طالعهم وكيف ستجري أمورهم وهناك يتبارى المنجمون, والعرافون للترويج لبضاعتهم ويتهافت عليهم ضعفاء الدين والعقيدة, كلٍ يريد أن يعرف حظه في العام الجديد, وتقوم كثير من القنوات الفضائية باستضافة هؤلاء العرافين والمنجمين في أغلب القنوات الفضائية, يبثون هذه الخرافات والخزعبلات بأشكال وأساليب تكاد تكون متشابهة, ونحن نعلم أن علم الأبراج مزيف يطرح صفات عامة غير دقيقة يرفضها وينكرها الشرع, لأنه يطلق عموميات تُبنى عليها روايات وقصص واهية, بينما علم الفلك هو علم منظم لمعرفة المواقيت, والاتجاهات, مثل إتجاه القبلة وغيرها, وهو مختلف تماما عن الكهانة, والتنبؤات, التي نهى ديننا عن مطالعة هذه الأشياء, على أنها علوم حيث هي مضللة لكونها تتبنى عقلية الخرافة, وتبتعد بصاحبها عن العقلية العلمية الصحيحة, وهو الكذب, والدجل, والإفتراء, وقد بين الإسلام موقفه من هذه الخزعبلات وإن من أتى عرافا عن ما يسمى الطالع أو الأبراج فلا تقبل له 40 صلاة مع وجوب أن يؤديها, أي يسلب أجر الصلاة مع وجوب أداءها, كمن يصلي في أرض مغصوبه يجب عليه مغادرتها, مع وجوب أن يؤدي الصلاة في هذا الوقت, حيث يجب عليه الصلاة, وإذا أداها فلا يأخذ أجرها. كما أن المشتغلين بعلم الأبراج والكهانة هم منجمون يحاولون العمل بعلم قد أرتفع بعد أن كان موجودا في عهد نبي الله إدريس لكونه مباحا له, وقد حرمه شرعا, ولا يجوز أن يشتغل به أحد لرفعه برفع نبي الله إدريس, وهو ليس بعلم بل تنجيم قد يصادف قليلا من التوقعات الحقيقية بمجرد الصدفة, ولذلك قال الرسول صل الله عليه وسلم: (كذب المنجمون ولو صدقوا ) وليس لهذا الفعل أصل لا في شرع أو قانون, أو علم تجريبي, وهو ليس من الإسلام في شيء بل تضليل للناس, وكسب بالباطل وتكذيب لما جاء به الإسلام, وطريق للنصب والاحتيال على الناس, وزعم باطل ينافي ثوابت علوم تجريبية, وتصرف الله في كونه. أما الفضائيات فقد ارتكبت جرما لا يعادله جرم , لأنها فتحت الباب على مصراعيه لكل من هب ودب, ليدس هذه السموم في عقول شبابنا, مستغلا بعض ما يعانيه هاؤلاء الشباب من أزمات في العمل, والنواحي العاطفية, وأيضا في التواصل وهو ما تسبب في الإرهاق اليومي, مما يدفعهم للهروب من واقعهم لقراءة الأبراج بدافع التسلية, ثم تنعكس إلى أمور أخرى تجرف بعضهم إلى التصديق في ظل عدم الإعتماد أو الإتكال على خالق الخلق ومسير الكون.. وقلة الوازع الديني لدى البعض منهم, والمصيبة الكبرى أن هذه القنوات التي تستضيف هؤلاء المنجمين والعرافين تزداد يوما بعد يوم, وتزداد الدعاية, والفبركات الإعلامية لهذا الهراء والدجل, حتى أصبح وكأنه واقعا لابد أن نعيشه ونصدقه وفي ظني واعتقادي المتواضع من خلال متابعتي لما يبث وينشر حول هذه الأعمال أن هناك أجهزة مخابرات تلعب دورا وراء أو خلف مدعي تلك التنبؤات والخزعبلات, مخابرات تدير أصحاب هذه المهنة وتبرمجهم لصالح أو ضد أعمال ما أو دول ما لغرض تشتيت المجتمعات, أو زعزعة الثقة بين أفراد بعض تلك الدول والشعوب, وجعلم يدورون في فلك تلك التنبؤات فترة من الزمن بقصد الإفساد وتشتيت القوى, وتظليل الرأي وزرع بذور الشك والفتن , ودس السموم في داخل المجتمعات, وخلخلتها... هذا الاتجاه أراه واضحا بشكل لافت في كثير من أحاديث وتنبؤات هؤلاء الذين يدعون ما لايعلمون, وكثيرا منهم يبدأ حلقته بآيات من القران لا يعرف كيف ينطقها على وجهها الصحيح أبدا, وهو دليل آخر على الفسق والقول بغير علم على الله والله جل جلاله بريء من هذه الأعمال ومرتكبيها.. لأنها كهانة وخروجا عن الدين وتعاليمه وإدعاء على الله بالباطل, وإدعاء معرفة الغيب وهي صفة لا يملكها إلا الله سبحانه وعظم شأنه عما يقولون, ويدعون, وفي نظري أن هؤلاء ماهم إلا أشرار يسعون للإضرار وليس للخير ويسيرون لأجل أهداف مخابراتيه ولا يعلمون ماذا سوف يحصل لهم هم أنفسهم في يومهم وغدهم فكيف يتوقعون حدوث أشياء للعالم, والرؤساء , والدول, والحكومات, والأشخاص... تُباً لهذه الترهات ومن يصدقها, وتُباً لكل قناة إعلامية تتبنى مثل هذه الخرافات, وأنا لست ضليعا في العلوم الشرعية ولكن لنقرأ بيان هيئة العلماء في عقوبة الكهنة والعرافين:
" العرافون الكهنة والسحرة لا يجوز تصديقهم، ولا سؤالهم ولا إتيانهم، بل يجب الحذر منهم والإنكار عليهم، ويجب على ولاة الأمر من المسلمين تتبعهم وعقابهم بما يردعهم وأمثالهم، وإذا ادعوا علم الغيب يستتابون فإن تابوا وإلا قتلهم ولي الأمر؛ لأن دعوى علم الغيب كفر أكبر، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة » ، هذا مجرد سؤال من دون تصديق، فكيف إذا صدقه، فإذا صدقه صار الإثم أعظم، وقال عليه الصلاة والسلام: «من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم » ، فإذا صدقه في العلم للغيب كفر ومن يدعي علم الغيب يكفر كفرا أكبر نعوذ بالله، يستتاب فإن تاب وإلا قتل، يعني يستتيبه ولي الأمر، السلطان أو نائبه من القضاة، فإن تاب وإلا قتل كافرا، نسأل الله العافية، وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: "ليس منا من تطير أو تطير له، أو سحر أو سحر له، أو تكهن أو تكهن له". إلى غير ذلك من الأدلة الشرعية.
لذلك علينا جميعا التوكل على الله وحده في كل أمر وأن نعمل بما نزل في كتابه وسنته, وأن نُحرّص أولادنا وأهالينا ونحصنهم ضد هذه الأفعال الخبيثة ونحارب إنتشارها في نواحينا, وأن نكون مع الله دائما فهو الواحد الأحد الذي يعرف ماذا سيحصل غدا وهو الذي يقدر الأقدار ويعلمها ولا أحد سواه.. وأخيرا نقول كما قال الرسول صل الله عليه وسلم: ( كذب المنجمون ولو صدقوا ).
العقيد م/ محمد فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  1638