المجهولون ومصانع الخمور والحلقة المفقودة
بين الحين والآخر تطالعنا صحيفة تنومة ـ مشكورة ـ بخبر عن ضبط مصنع للخمور يقف عليه مجهولون دخلوا للبلد بطريقة غير نظامية، ثم بدأوا يعبثون بأمنه والقضاء على مقدراته عبر امتهان صناعة الخمور والمسكرات وترويجها للقضاء على شباب الأمة.
الأمر المحيّر، إن سلمنا بأن ما تفعله أو تقوم به هذه العمالة لأسباب عدة منها الدخول غير النظامي، ثم بعد الدخول ليس لديها ما تقوم به كعمل تتكسب منه، إضافة إلى أن معظم هذه العمالة إن لم يكن جميعها لا دين ولا ملة ولا ضمير، وقد لا يستبعد أن يكونوا مدعومين من أعداء الوطن للنيل من شبابه، لكن كل هذا لا يهم، ما يهمنا هو: ما يتم ضبطه من معدات وبراميل وغيرها كيف تم نقلها وإيصالها إلى هذه الأماكن الوعرة؟ خصوصا وأننا نعلم بأن هذه العمالة لا تمتلك وسائل نقل؟!
عدا عن ذلك، السؤال المهم: لو لم تجد هذه العمالة زبائن هل كانت ستستمر؟ ما يعني أن لدينا حلقة وصل مفقودة هي من يجب أن نركز عليها، ونسعى لإعادتها إلى الطريق السليم، ونحاول ألا تكون سبباً في تمادي هؤلاء المجهولين وتفشي خطورتهم في أوساط المجتمع.
أعتقد بل أجزم، أننا لو ذهبنا إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشرطة في محافظة تنومة وحاولنا إلى نصل ونتعرف منهم على بعض المعلومات عن مثل هذه الحالات قد نجد ما يصدمنا، فالواقع المحزن أن الخلل فينا قبل أن يكون في هذه العمالة، فإذا لم يستشعر الواحد منا خطورتهم على المنطقة بشكل خاص والوطن بشكل عام فقل على منطقتنا وبلدنا السلام.
لقد سبق وحذرنا ومازلنا كذلك من هذه العمالة وتأثيرها على الشباب وعلى المجتمع، وعلى أمن المنطقة كجزء لا يتجزأ من أمن وطننا الغالي فلنحرص على التعاون مع الهيئة والشرطة وكل مخلص لتقليص أو القضاء على خطر هذه العمالة وما تبثه في أوساط المجتمع.. حفظ الله وطننا وأهله من كل سوء ومكروه.
مقال بن حمدان لامس الحقيقة
أبدع الكاتب القدير الأستاذ/ صالح بن حمدان في مقالته المعنونه "محافظة تنومة تعيش بيات شتوي"، رغم وصفه لهذه المقالة بأنها كانت على عجالة، إلا أنها لامست الحقيقة ووضعت اليد على الجرح، فما شاهده هو واقع مؤلم لمدينة حالمة كتنومة، نمني النفس سنة تلو أخرى بأن نراها تزدهر وتتطور، بل إن ما ذكره تحديداً بخصوص مبنى البلدية ومقارنته بمباني بلديات مجاورة كالنماص وبللسمر وبللحمر، قد اتفق معه بأن اختيار البلديات المذكورة لأماكن وتصميم مبانيها يعد عملاً احترافياً ومميزاً ويعكس إقبال هذه المناطق على التطور، رغم أن الثانية والثالثة مازالت مراكز لكنها للأمانة تتقدم بخطوات جيدة، وقد اختلف معه في أننا لا يجب أن نعتني بتصميم وتجميل المباني الحكومية الخدمية على حساب إهمال المدينة وعدم تطورها.
أعتقد يا أستاذ/ صالح ـ وقد يتفق معنا الكثير من أبناء هذه المدينة الجميلة ـ أن من ضمن الأسباب المهمة التي جعلت تنومة "تعيش بيات شتوي" ـ كما ذكرت ـ هو غياب أو ابتعاد رجال أعمال المدينة عن المشهد والحرص بكل أسف على مصالحهم الشخصية بعيدا عن مصلحة المدينة، والأمر الآخر هو على مستوى المواطنين، فالتنازع على مكان إقامة أو تنفيذ المشاريع المستحدثة في المدينة كانت معضلة تنومة قديماً ويبدو أنها مازالت كذلك حديثاً.
أما بلدية تنومة فهي إحدى الجهات التي يطالها العتب بشكل كبير سواء على مستوى الشوارع أو المتنزهات أو حتى استغلال المرتفعات المطلة على المدينة عبر استحداث طرق وجلسات مطلة على المدينة وغيرها من الأفكار، ولدى المحافظات والمراكز المجاورة تجارب شبيهه يمكن الاستفادة منها.
شكرا للكاتب الذي نشاطره الهم ونثق فيه وفي أبناء تنومة المخلصين الذين يسعون إلى أن تكون هذه المدينة الجميلة في المكان اللائق بها على مستوى مناطق وطننا الحبيب.
الختام
يا أبناء تنومة يجب أن تدركوا أن مدينتكم تستحق أن تكون أفضل مما هي عليه الآن، فمقومات المدينة كبيرة لكنها لم تستغل كما ينبغي، فعلى عاتقكم مسؤولية كبيرة تجاه هذه المدينة، خصوصاً شيوخ ووجهاء وأعيان القبائل في أن يقولوا كلمتهم ويكونوا أعين المواطنين وصوتهم لدى الجهات المعنية كالمحافظة والبلدية، وإلا فسيطالهم اللوم والعتب.
عامر الشهري
Am_alshry@hotmail.com