أزمة الهوية في اللغة والزي الوطني!
يبدو أن التقليد الأعمى لكل ما هو غريب ومستورد هو ديدن المجتمع السعودي، إذ لم تُفلح عقود من السنوات ونحن ندرس العربية الفصحى في مدارسنا من تعليمنا الهوية في " اللغة والزي الوطني" ، رغم التوجيهات الصادرة من وزارة التعليم للمدارس بالاهتمام باللغة العربية الفصحى في التعليم والثقافة!.
لا تزال "عقدة الخواجة" تلازمنا، تذكرت هذا وأنا أقرأ ما سطرته أنامل سمو الأمير "خالد الفيصل" - حفظه الله- وهو ينتقد في مقال له أزمة الهوية التي بدأت بالانسلاخ عن الزي الوطني "الثوب والشماغ والعقال". لكنَّه لم يقف عند هذا المقال، بل أراد أن يطبق ذلك عملياً، فعند جولته التفقدية لأحد الأسواق بالطائف، سأل أحد الباعة عن السبب في عدم ارتدائه للثوب السعودي؟. فأجاب " حسب تعليمات صاحب المتجر".
ما يدعو للعجب ويثير الدهشة أنَّ كافة الوافدين ملتزم بزيه الوطني في بلادنا أياً كانت جنسيته، ويبقى حريصاً في حديثه معك بلهجته المحلية، وعلى الرغم من حديثنا بالعامية مع بعضنا" الفصحى في المقرر المدرسي" نتحدث مع الأعاجم بلغة عربية مكسورة ومنصوبة ومجرورة ومرفوعة لإفهامهم ما ينبغي عليهم فعله، لعلَّهم يفهمون! وصدق فينا قول حافظ إبراهيم وهو يتحدث عن ضياع العربية بقوله :
سَرَت لوثَةُ الإفرنجِ فيها كَما سَرى ..........لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً...........مُشَكَّلَة الألوانِ مُختَلِفاتِ
قد نتفهم حين السفر إلى خارج البلاد لدواعي أمنية بحتة "تبديل الزي الوطني"، إلا أنَّ ما يبعث على الأسى هو الانسلاخ المذموم من كل ما يدعو إلى الدين والقيم والأخلاق والهوية الوطنية، عندما تنزع الثوب والشماغ، وتلبس القميص والبنطال عوضاً عنها، وأنت في بلدك بين أهلك وجيرانك؛ فلن تكسب احترام الآخرين عندما تنسلخ من هويتك، فالدين واللغة والملبس جزء من الهوية الوطنية التي بها ومن خلالها تنال الاحترام والتقدير.
من المفارقات أنَّ الشعب الياباني من أكثر الشعوب اعتزازاً بهويته وقيمه، في اللغة التي يتحدث بها، والزي الذي يرتديه، واحترامه لحق الطريق والمارَّة، بل حتى في إلقاء التحية، وحسن المعاملة مع الآخر، وهو ما دعا له الإسلام وحثَّ عليه! أليس مجتمعنا منبع الإسلام ومهبط الرسالة ؟ ونحن الأحق بهذه القيم ؟ بلى!.
خلاصة القول: لدينا أزمة هوية، وليس من سبيل سوى تضافر الجهود من مؤسسات المجتمع المدني، فليس بالتعليم وحده يمكن اكتساب الهوية، فالمجتمع هو المكان الأنسب لترسيخ الهوية الوطنية، ليس في ما ذكرت فحسب، إنَّما في جميع القيم والمبادئ الإنسانية في كافة مناحي الحياة.
لا تزال "عقدة الخواجة" تلازمنا، تذكرت هذا وأنا أقرأ ما سطرته أنامل سمو الأمير "خالد الفيصل" - حفظه الله- وهو ينتقد في مقال له أزمة الهوية التي بدأت بالانسلاخ عن الزي الوطني "الثوب والشماغ والعقال". لكنَّه لم يقف عند هذا المقال، بل أراد أن يطبق ذلك عملياً، فعند جولته التفقدية لأحد الأسواق بالطائف، سأل أحد الباعة عن السبب في عدم ارتدائه للثوب السعودي؟. فأجاب " حسب تعليمات صاحب المتجر".
ما يدعو للعجب ويثير الدهشة أنَّ كافة الوافدين ملتزم بزيه الوطني في بلادنا أياً كانت جنسيته، ويبقى حريصاً في حديثه معك بلهجته المحلية، وعلى الرغم من حديثنا بالعامية مع بعضنا" الفصحى في المقرر المدرسي" نتحدث مع الأعاجم بلغة عربية مكسورة ومنصوبة ومجرورة ومرفوعة لإفهامهم ما ينبغي عليهم فعله، لعلَّهم يفهمون! وصدق فينا قول حافظ إبراهيم وهو يتحدث عن ضياع العربية بقوله :
سَرَت لوثَةُ الإفرنجِ فيها كَما سَرى ..........لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ
فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً...........مُشَكَّلَة الألوانِ مُختَلِفاتِ
قد نتفهم حين السفر إلى خارج البلاد لدواعي أمنية بحتة "تبديل الزي الوطني"، إلا أنَّ ما يبعث على الأسى هو الانسلاخ المذموم من كل ما يدعو إلى الدين والقيم والأخلاق والهوية الوطنية، عندما تنزع الثوب والشماغ، وتلبس القميص والبنطال عوضاً عنها، وأنت في بلدك بين أهلك وجيرانك؛ فلن تكسب احترام الآخرين عندما تنسلخ من هويتك، فالدين واللغة والملبس جزء من الهوية الوطنية التي بها ومن خلالها تنال الاحترام والتقدير.
من المفارقات أنَّ الشعب الياباني من أكثر الشعوب اعتزازاً بهويته وقيمه، في اللغة التي يتحدث بها، والزي الذي يرتديه، واحترامه لحق الطريق والمارَّة، بل حتى في إلقاء التحية، وحسن المعاملة مع الآخر، وهو ما دعا له الإسلام وحثَّ عليه! أليس مجتمعنا منبع الإسلام ومهبط الرسالة ؟ ونحن الأحق بهذه القيم ؟ بلى!.
خلاصة القول: لدينا أزمة هوية، وليس من سبيل سوى تضافر الجهود من مؤسسات المجتمع المدني، فليس بالتعليم وحده يمكن اكتساب الهوية، فالمجتمع هو المكان الأنسب لترسيخ الهوية الوطنية، ليس في ما ذكرت فحسب، إنَّما في جميع القيم والمبادئ الإنسانية في كافة مناحي الحياة.