×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

( درع الخليج1 ) .. مناوره ورسالة لمن يهمه الأمر

ابو فراج
بواسطة : ابو فراج
بسم الله الرحمن الرحيم

تعتبر المناورات العسكرية أو ما يسمى بالإنجليزية Maneuvers or War Games من أهم الأعمال التي تقوم بها الجيوش عادة في كل دول العالم, فهي المعيار الحقيقي لتقييم قدرات الجيوش, أيا كانت هذه الجيوش, أو القوات, وذلك لمعرفة مدى استيعابها لمنهجيات التكتيكات Tactics, أو العمليات التعبوية.. التي تمكنها من تجاوز مهامها القتالية الحقيقية بكل كفاءة واقتدار, وهذه المناورات تختلف من حيث الحجم والإعداد والقدرات, من مستويات كتائب إلى ألوية إلى فيالق إلى جيوش, على مستوى الدولة أو على مستوى دول مشتركة.. وهي أكثر صعوبة عندما تكون إلى جانب قوات مشتركة, من دول مختلفة, حيث تحتاج إلى تخطيط مدروس ومعد من قبل خبراء التعبئة وغرف العمليات المشتركة, التي تعتبر (المطبخ) الذي تنتج فيه كافة الخطط العملياتية, سواءً كانت برية, أو بحرية, أو جوية.. وقد شهدنا في السنوات الأخيرة العديد من المناورات الكبيرة المشتركة لدول متعددة شاركت فيها القوات السعودية بكفاءة واقتدار, واستفادت منها بشكل لافت رغم صعوبة مثل تلك العمليات أو المناورات, وهي لم تقام اعتباطا, ولا لمجرد استعراض للقوة, بل كانت محل استفادة عظيمة للقوات السعودية بكافة قطاعاتها.. والتي شاركت في كل المناورات التي أقيمت على أرض المملكة أو في الدول المجاورة بفعالية عظيمة ومقدرة محسوبة.. والمناورات هي وصف لما تجريه القوات المسلحة من تحركات ميدانية في أوقات السلم لتتجنب كثيرا من العناء وقت الحرب تماشيا مع المبدأ العسكري القائل: " قطرة عرق أثناء التدريب في السلم تمنع قطرات من الدم أثناء الحرب " ولذلك نرى حاليا المناورة الكبيرة والفريدة من نوعها (درع الخليج المشترك 1) والتي تعد الأضخم في تاريخ المنطقة والخليج بشكل عام, والتي تقام بروفاتها النهائية على ميدان صامت "براس الخير" في المنطقة الشرقية والتي تستضيفها المملكة العربية السعودية ممثله بوزارة الدفاع, وبمشاركة " 24" دولة شقيقة وصديقة. ويأتي هذا التمرين في ظروف متعددة تشهدها المنطقة العربية, ومنطقة الخليج, وبالتأكيد أنه يهدف إلى عدة أمور مهمة أهمها- رفع كفاءة القوات المشاركة لمواجهة التحديات, والتهديدات, ضمن بيئة عمليات مشتركة لتحقيق مفهوم العمل المشترك, حيث تشارك في التمرين قوات عسكرية على مستوى عالي من التدريب, والاحترافية التعبوية, واستخدام العديد من الأسلحة الحديثة المتطورة مثل المدرعة البرمائية (BMR) والقاذف الصاروخي (MD) والهاون عيار (18 ملم ) والطائرة (التايفون ) وطائرة (التورنيدو ) وطائرات (الإيواكس) والعديد من الأسلحة المتطورة الحديثة جدا التي أخرجتها وسائل التقنيات العسكرية في السنوات الأخيرة.. وهذه المناورة التي تأتي على مستوى دول وليس دولة تهدف بشكل أكبر إلى التعايش بين الوحدات المشاركة وتعزيز (العمل المشترك ) ورفع الجاهزية القتالية للقوات المشاركة, وكذلك تعزيز التنسيق والتعاون والتكامل الدفاعي والأمني المشترك, لمواجهة التهديدات أيا كان مصدرها, وكذلك تبادل الخبرات والمعرفة بين القوات المشاركة.. وهذه المناورة ضخمة بشكلها وحجمها ومكوناتها, تهدف أيضا لرفع الجاهزية العسكرية, وتعزيز التكامل العسكري والأمني المشترك, وتسهم أيضا في الحفاظ على أمن واستقرار دول المنطقة, والجاهزية التامة للتصدي لأي مسببات لعدم الإستقرار, ومصادر الخطر التي تحدق بالمنطقة, وإبراز قدرات العمل العسكري العربي المشترك, والتأهب الدائم لمساندة وحدة المنطقة وردع أي تهديد تتعرض له, وكذلك مساندة ودعم الدول الشقيقة, والصديقة, في المحافظة على أمنها وأمن شعوبها, وصون ثرواتها ومكتسباتها. كما يبرز التمرين قدرات الدول المشاركة في تعزيز أمنها واستقرارها, كذلك يعكس قناعة هذه الدول بأن التعاون المشترك على أرضية التفاهم والتنسيق العسكري المتكامل يعد إنجازا مميزا , كما أن هذا التمرين وهذه المناورة تمتد على مساحة كبيرة من مياه الخليج العربي, وحتى خليج عمان, وهي كذلك تعد من أضخم المناورات التي نفذها الأسطول الشرقي في الخليج العربي, وبحر عمان, مرورا بمضيق هرمز, وهي أيضا تشمل في مناوراتها جميع أبعاد العمليات (البحرية) حيث تتضمن الحرب الجوية , السطحية, وتحت سطحية, والحرب الإلكترونية, وحرب الألغام, إلى جانب عمليات الإبرار لمشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة, والرماية بالذخيرة الحية.. كذلك فهي إمتداد للخطط والبرامج التدريبية المعدة سابقا التي تهدف إلى رفع كفاءة ومقدرة القوات البحرية لتتكامل مع جاهزية القوات البرية, والجوية في أنساق متطابقة وجاهزية واحدة متكاملة, والقوات البحرية سيكون دورها مهم في هذا التمرين أو هذه المناورة في أعمال الإسناد اللوجستي, وعمليات الإنزال البحري وتأمين الممرات المائية في حال تعرضها لأعمال إرهابية, أو اعتداءات عسكرية من قوات معادية وستختبر القوات البحرية السعودية في هذا التمرين الضخم مختلف القطع البحرية والطيران التابع للبحرية, وجهوزية مشاة البحرية, والقوات الخاصة.. في تشكيلات وتكتيكات مختلفة تتنوع بين التدخل السريع والالتحام مع العدو, وتأمين طرق الملاحة الدولية وتوجيه ضربات استباقية للتنظيمات الإرهابية أو المعتدية.. وتمارين من هذا النوع تحتاج إلى مساحات شاسعة وبحار مفتوحة, خصوصا إذا كان التمرين يتضمن إطلاق منظومة صواريخ قد لا تتسع لها مياه الخليج, لازدحامها بالسفن ومنصات النفط. ولكن هذا التمرين أو هذه المناورة تؤكد قدرات البحرية إلى جانب القوات الأخرى على نقل قطع بحرية, وطيران , وقوات خاصة لمئات الكيلومترات بعيدا عن سواحلها وقواعدها العسكرية.
خلاصة القول أن هذه المناورة (درع الخليج) هي مناورة القوة السعودية وهي رسالة لكل من تستهويه الغطرسة بأن أمامه من يردعه في أي وقت وأي زمان, وأن السعودية مع شقيقاتها دول الخليج والدول الصديق لن تتوانا عن حماية أمنها ومكتسباتها وشعوبها بما وفرته التقنية الحديثة من وسائل الدفاع والهجوم, وإنها قوية بإيمانها وعزائم قادتها, وإخلاص شعوبها مع قاداتهم, كذلك الجاهزية التامة لأي ظرف يطرأ أو أحداث طارئة ونسأل الله العون والتوفيق لشعوبنا الخليجية والعربية.. وأن يعم الأمن والإستقرار والسلام والرخاء كافة هذه الأوطان ويكفينا شر كل متربص يريد الفتن, وزعزعة الأمن, ونشر الفوضى, والإرهاب, ولكي نكون في الموعد يجب أن نكون على إستعداد في كل وقت .. كما يجب أن تكون جيوشنا في حالة جاهزية مستمرة بالتحديث, والتدريب, والمناورات المستمرة والمشتركة الدائمة ........

العقيدم/ محمد بن فراج الشهري
alfrrajmf@hotmail.com
بواسطة : ابو فراج
 0  0  816