×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

عندما نصبح بلد الرذيلة بفعل فاعل

عندما نصبح بلد الرذيلة بفعل فاعل


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
منذ أن غزت القنوات الفضائية سماءنا لم نعد نشاهد صفاءها وبريق نجومها ,فقد أمطرت بيوتنا بوابل من غثها وشرر عهرها وأصبح هدف اغلب هذه القنوات هو تدمير شباب هذا البلد المبارك حفظة الله من كل مكروه وحفظ لنا ولاة امرنا الذين لم يتوانون يوما في خدمة ابناء شعبهم وتقديم الغالي والنفيس لهم,لكن ما ان ظهرت هذه القنوات في سمائنا حتى اصبحت تغزو كل مسكن حتى وصلت إلى أطراف البوادي ولا حول ولا قوة إلا بالله ,فلا يكاد يمر يوما من الأيام الا ونسمع بعضاً من الإساءات لبلدنا وهذا من ما هو مسلم به في هذه الحياة فكل ذي نعمة محسود ,ولكن الله جل وعلا قيض من أبنائه من يذب عنه ويذود بغيرته على سمعته إيماناً منه بأن إستهداف بلادنا هي محاولة دنيئة لإسقاط شباب الإسلام في معقله, ونحن هنا لا نجزم بأننا مجتمعاً ملائكياً يخلو من بعض السلبيات ولكن ما يؤلم في هذا الامر ان هذه الاساءات قد رتب لها جيداً وبمكر شديد لتكون الإساءة بيد بعض أبناءنا السذج المغرر بهم وظهورهم في تلك القنوات المسيئة حتى أصبحت القشة التي قصمت ظهر البعير, فتارة يظهر بعض الرعاع في برامج تعدها وتقدمها بعض القنوات المنحطة أخلاقيا ويستخدمون معول هدم لقيمنا ومثلنا وسهاماً حادة أصابت خاصرة الوطن في مقتل في هذا الزمن الذي تحكم فيه الإعلام وسيطر على عقول البشر وأصبح الأداة التي تحاكم بها الشعوب , حتى وإن كانت مجافية للحقيقة ,ومنهم من يصور الفتاة السعودية بانها ساذجة وسلعه رخيصة في سوق الرذيلة ,ومنهم من يصور الشاب السعودي انه تافه ليس له هم سوى النواحي الجنسية فقط ,والكثير مما يؤسف له,ولا نغفل دور المسلسلات وما يبث فيها من مكر ففي ظاهرها الانتقاد وباطنها ترويج الفساد من طاش الى بيني وبينك ويا قلب لا تحزن.
فعندما تظهر فتاه تدعي بانها من ارباب الهوى فتلك مصيبه وعندما يصور الشاب السعودي الى انه تابع للملذات فالمصيبة اعظم.
إن هذه المسلسلات خطرها على الصورة الجميلة للمجتمع السعودي اكبر من نقد عابر في احدى الحلقات لاي خلل قد يحدث في أي دائرة او مؤسسة حكومية والعلاج في مثل هذه الحالة ليس بالافساد !!!
وعلينا أن لا نعتقد انها مجرد مسلسل عابر من أجل إدخال البهجه والسرور الى القلوب بالطرائف السامجه التي اعتدنا عليها كل عام ,لكن هذه الفضائيات توصل صوره سئية لمجتمع محافظ والمجتمعات الأخرى سوف تحكم علينا وتزيد وتستطيع أن ترسم حولنا الكثير من الصور السلبية من خلالها خاصة وان هناك إعلاماً غربياً قوياً يستطيع أن يضعنا في مكانة تحط من قدرنا وان يرسمنا في ذهنية تلك المجتمعات في أبشع صورة حتى وإن كانت في معظمها ظلماً وبهتاناً فمتى نعي هذه المسألة.
نتمنى ان يكون هناك محاسبة لكل من يسئ الى بلدنا وابناء شعبه وان تكون صورتنا امام الاخرين واقعية فما يحصل اليوم وعبر شاشات الفضائيات فيه تجن كبير ولا يتناسب مطلقاً مع مكانة هذه البلاد وريادتها في خدمة الإنسانية عموماً والمسلمين خصوصاً فهي قبلة الملايين في كل مكان وإليها يفدون على مدار العام للحج والعمرة وهي التي سخرت مواردها وثقلها السياسي في خدمة قضايا الأمة الإسلامية من أجل إرساء دعائم الإستقرار والسلم في كل مكان والله من وراء القصد.


بقلم / عبد الرحمن متعب


 0  0  4163