وسائل التواصل الاجتماعي : المنهج والسلوك؟
وسائل التواصل الاجتماعي : المنهج والسلوك
إن المتابع للتقنية الحديثة في وسائل الاتصالات والإنترنت وما صاحبها من ثورة متلاحقة ومتجددة بشكل متسارع ليجد أنها قد ساهمت في إيجاد قنوات إعلامية مختلفة ومتنوعة الأهداف والمضامين على المستوى الاجتماعـي بما يسمى اصطلاحاً وسائل التواصل الإجتماعي من خلال تطبيقات يمكن تحميلها على الأجهزة الذكية بعد أن كانت الوسائل الإعلامية التقليدية في يوم ما محدودة التأثير وتقتصر على الجانب الرسمي وتؤدي أدوارها تحت رقابة وتنظيم مهني حكومي ولم تكن تتجاوز الاعلام المقروء والمرئي والمسموع,وكانت تدار وفق منهجية واضحة ورقابة حكومية صارمة وكانت بمثابة وسائل تثقيفية وإخبارية ودعائية وتسلية متزنة,أما اليوم فقد أصبح الجميع عبارة عن منصات إعلامية متنقلة تستطيع أن تتفاعل مع الحدث بسـرعة البرق وأصبحت جميع الأنشطة البشرية مادة يومية على طاولات النقاش المباشر وتطور الأمر إلى انتهاك الخصوصيات في حالات كثيرة بسبب الإنبهار بها وبمخرجاتها الفورية وبسبب الجهل بالأنظمة وعدم ارتفاع مستوى الوعي لدى الكثير من المتعاملين مع هذه التقنيات والبرامج وعدم تفعيل جانب الوازع الديني والأخلاقي في النفوس ومراعاة الجوانب الاجتماعية تحت ذريعة حرية الرأي والطرح, فأصبح هناك اندفاع غير مدروس للتصوير والنشر والتعليق بطريقة فاضحة أو ساخرة بشكل لافت للنظر, ورغم هذه السلبيات المتعددة إلا أن هناك حالات كثيرة ساهمت في تسليط الضوء على نواحي التقصير والإهمال في أداء بعض الأجهزة الحكومية مثل المستشفيات التي يحدث فيها أخطاء أو سوء تعامل أو المشاريع المتعثرة أو القصور في الأداء وكشف حالات إنتهاك لحقوق الأطفال والنساء أو تهور أثناء القيادة أو أثناء جريان الأودية وقت الأمطار وغيرها من الحالات التي تم تلافيها بسبب صورة أو مقطع أو رسالة صوتية لا تكلف صاحبها شيئاً, إلا أن هناك جانباً مظلماً لهذه الوسائل والمتمثل في صناعة الاشاعات المغرضة ونقلها بسرعة البرق مما يسبب إرباكاً في المجتمع وكذلك نشر وتناقل المسائل الدينية بكل بساطة مما هو مكذوب أو ضعيف أو لايصح قوله ولا الأخذ به وكذلك ما يتعلق بصحة الانسان حيث يتم تناقل العديد من الوصفات الطبية الخاطئة والشعبية مما يشكل كارثة على صحة الناس وغيرها الكثير من الممارسات الخاطئة عبر هذه الوسائل , كما أن لها آثار سلبية فيما يتعلق بالتدخل في خصوصيات الناس والتشهير بهم لدوافع ثأرية وانتقامية بسبب مواقف معينة ومن ثم تداولها على نطاق واسع دون القدرة على منع إنتشارها من قبل المتضررين مما يتسبب لهم في تأثيرات نفسية واجتماعية,وساهمت في حدوث حالات طلاق بين بعض الأزواج بسبب وصول رسائل كيدية أو تشهير , ولم تسلم الرياضة أيضاً من هذه الآفة التي ساهمت بشكل كبير في زرع التعصب الرياضي بشكل غير مسبوق وأصبحت هذه المنصات والتطبيقات الاجتماعية مجالاً رحباً للتلاسن البذيئ ونشوب حـروب إعلامية مستعرة بين أنصار الفرق المختلفة وساهمت في تشجيع بعض الكتاب الرياضيين على إطلاق العنان لأقلامهم بلا ضوابط وبتساهل من مسؤولي تحرير بعض الصحف للنيل من منافسيهم من خلال أفكارهم واطروحاتهم التي لا تخدم الرياضة ولا تساهم في الرقي بها والتخفيف من شدة آثار التعصب بسبب الإسفاف في الطرح من منطلق متعصب بحت لا علاقة له بالرياضة وأخلاقياتها وقيمها الراقية مما تسبب في الفتك بالروح الرياضية ونحرها على نصب الجهل إنطلاقاً من فوضى وسائل التواصل الإجتماعي, ومن مساوئ هذه الوسائل أنها أصبحت تركز على بعض سفهاء المجتمع والتافهين والترويج لهم كشخصيات ومشاهير, وحينما تلاحظهم بعض القنوات التلفزيونية فإنها لاتتردد في استضافتهم وتسليط الضوء عليهم وفتح المجال لهم حتى أصبحوا نجوماً وقدوات في نظر بعض صغار السن والمراهقين في المجتمع.
إجمالاً لا ننكر بعض الأدوار الإيجابية المهمة لهذه الوسائل في كشف السلبيات التي تحدث في المجتمع ولكن ما يعيبها أنها لاتخضع لرقابة مشددة في ظل انعدام الرقابة الذاتية إلا في حالات معينة ونادرة جداً وبالتالي طغت الجوانب السلبية على محتواها حتى أصبحت معول هدم مما يوجب إعادة تقييمها ووضع القوانين المشددة التي تضبط إتجاهاتها وتعيدها إلى المسارات الصحيحة.
إجمالاً لا ننكر بعض الأدوار الإيجابية المهمة لهذه الوسائل في كشف السلبيات التي تحدث في المجتمع ولكن ما يعيبها أنها لاتخضع لرقابة مشددة في ظل انعدام الرقابة الذاتية إلا في حالات معينة ونادرة جداً وبالتالي طغت الجوانب السلبية على محتواها حتى أصبحت معول هدم مما يوجب إعادة تقييمها ووضع القوانين المشددة التي تضبط إتجاهاتها وتعيدها إلى المسارات الصحيحة.