الأستاذ داوود الشريان أين جديدكم ؟!!
عندما تم اختياركم لإدارة أهم جهازين في وزارة الإعلام وهما هيئة الإذاعة والتليفزيون كنا ندرك يقينا لكفاءتكم القيادية والإدارية والفنية وأنه سوف يكون هناك نقلة نوعية في الخبر والمعلومة وفي الإعداد والإخراج والتقديم بوجوه جديدة متألّقة مثقفة متمكنة تنافس القنوات الأخرى وتستطيع أن تقدم الخبر والمعلومة وتدير الحوار بكفاءة وبحماس وحرفية عالية لاستقطاب المتابعين على مستوى الوطن والعالم الذين يبحثون عن الحقيقة بين ركام الأحداث والقنوات من حولنا.
وما دعاني لكتابة هذا المقال ظهور البرنامج التليفزيوني والذي يحمل اسم (الزمن الجميل) حيث كان التقديم يبعث على الكآبة الديكور ممل ومكرر في البرامج والمسلسلات البدوية والمقدّم من الوجيه القديمة المكررة والمخرج يجتر الماضي بكل أبعاده وبأسلوب جاف خال من جمال تلك الأيام وتلك المرحلة بكل شخصياتها ورموزها المعروفين والذين ما زالوا يعيشون في ذاكرتنا بكل الحب والتقدير وأيضا المحتوى في هذا البرنامج ليس فيه جمال وألق ذلك الماضي الذي يحمل عبق التاريخ وبساطته ذلك الزمن الذي عشناه منذ انطلاقة الإذاعة والتليفزيون مع مسرح الإذاعة والتليفزيون وبرنامج من كل بحر قطره وبرنامج مع الناس الخ.
الأستاذ داوود إعلامكم يركز على تجمعات الذكور والإناث والتركيز على المرأة وحفلات الترفيه وحضور المباريات الرياضية مما يبعث على الاندهاش والصدمة والمفروض أن هذه المناظر تأخذ طريقها الى المجتمع بشكل عفوي وطبيعي دون مبالغة أو تهويل وتنسون المرابطين على حدود الوطن والشهداء الذين قضوا دفاعا عن دينهم وملكهم ووطنهم وأتمنى على سعادتكم أن تضعوهم دائما في دائرة اهتمامكم.
إن التركيز على المرأة وكأنها أتت من كوكب آخر أكثر من الرجل ليس له ما يبرره، والأمر فيه سعة فالمرأة شريك فاعل في كل مناشط التحول 2030، وكم هو جميل التر كيز على قضايا الفساد ودوره في نهب ميزانية مشاريع التنمية وتطوير العمل المهني والتقني والصناعي والزيارات الميدانية للمشاريع المتعثرة في المناطق والمحافظات ومواجهة الجهات المعنية بالحقائق المجردة، وحبذا لو يعود برنامج مع الناس الذي كان يعده ويقدمه المرحوم سليمان العيسى بوجه جديد وفكر جديد.
المذيعون ما يزالون برتابتهم المملة وتقديمهم الخجول وأسلوبهم المتوارث الذي عفى عليه الزمن، والمطلوب تغيير وجه الإذاعة
والتليفزيون حتى يمكنكم إقناع المشاهد بأن هناك جديد لديكم يتجاوز كل الطموحات من خلال التعاون مع جامعاتنا التي تمتلك كفاءات إعلامية عالية الفهم والمستوى ودعم الإذاعة والتليفزيون بنماذج من هذه الكفاءات في المجال الإعلامي والثقافي والإداري والفني والذي أصبح ضرورة أملتها مرحلة التحول (2030) كما فعلها الدكتور غازي القصيبي رحمه الله في وزارة الصحة والصناعة والكهرباء.
ومع هذا التحول المبارك نبارك كل الخطوات الجادة والمخلصة لتنمية وتطوير جهاز الإعلام بكل أبعاده المقروءة والمرئية والمسموعة ونثق بقدرتكم على التغيير للأفضل، وعندما تكون تقوى الله نصب أعينكم في كل مناشطكم الإعلامية فسوف تكون لكم بإذن الله عونا و مصدر إلهام وإبداع ، وبكل معاني الإخلاص ادعو لكم بالتوفيق والنجاح ولكل المسؤولين المخلصين في وطننا الحبيب ، وفي الختام ابتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ قائد مسيرتنا المباركة وولي عهده الأمين وكل المخلصين في وطننا الغالي، والحمد لله رب العالمين.
صالح حمدان