×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

أسئلتان



بقلم الأستاذ / زهير عبدالله
لكل منا أحلامه وأمانيه ، وكل منا تخيل في وقت من أوقات حياته نوعية حياة يرغب فيها ويستحقها ، وفي هذا الشأن أعتقد أن هناك مؤثر أساسي على قراراتنا وقناعاتنا وطريقة توجيه حياتنا وبالتالي على مصائرنا وهو التفكير .
وحتى نصل إلى الأساس الأول الذي نبني عليه واقعنا كل يوم فإننا نحتاج أن نعرف كيف نفكر ؟ فليست الحوادث هي التي تشكل حياة الإنسان بل الطريقة التي يفسر ويقيم بها تجارب وأحداث حياته .
وما أود التركيز عليه هنا هو أن التفكير ليس إلا عملية طرح أسئلة ثم الإجابة عليها ، ومن يريد أن يغير حياته نحو الأفضل فعليه أن يغير نوعية الأسئلة التي اعتاد عليها خاصة في هذا الشهر الكريم .
فالبعض تعود عن قصد أو دون قصد على نمطية تفكير سلبية تحمل الضرر بدلاً من السلامة ، والشقاء بدلاً من السعادة ، والمرض بدلاً من الصحة ، والمماطلة بدلاً من الإنجاز.
وينظر معظمنا إلى أن الناجح يملك قدرة استثنائية تتجاوز قدرة البشر في التعامل مع تحديات الحياة وأن هذا الشخص لديه حظ كبير وموهبة عالية ، والواقع أن الفرق بين الناس هو الفرق في الأسئلة التي يطرحونها ، فالناجح يفكر دائماً في الحل ويجدد أفكاره ويقول الحل صعب لكنه ممكن ، وغير الناجح يفكر في المشكلة وتكثر أعذاره ويقول الحل ممكن لكنه صعب .
وهناك من يشعر بالقلق والاكتئاب الدائم وغير المفسر ،وعندما نبحث عن السبب نجد أنه نتيجة أنهم يطرحون على أنفسهم وبانتظام أسئلة الإحباط واليأس مثل : ما لفائدة ؟ ولماذا أحاول ؟
والمرضى أو من تحل بهم المشكلات بعضهم يعارض القدر وينعي حظه ويتساءل : لماذا أنا بالذات؟ ، لماذا يجور علي الزمان ؟ ما فائدة أن أعيش على هذا الحال؟ وهذه الأسئلة نادراً ما تؤدي إلى إجابات إيجابية ، بينما لو كانت الأسئلة المطروحة : كيف يمكنني أن أتعامل مع مرضي أو مشكلتي؟ ماذا يمكنني أن أفعله لأكون لتطوير قدراتي وحياتي؟ وهذه الأسئلة تؤدي إلى تغيير اتجاه الصعوبات فتصبح قوة إيجابية دافعة .
وعموماً فإن الإنسان إذا سأل سؤالاً مزعجاً فسيتلقى إجابة مزعجة ، والذهن دائماً يجيب ومهما كان السؤال الذي توجهه فإنه سيتوصل إلى الإجابة ، والجواب الأجمل دائما ً لمن يطرح سؤالاً أكثر جمالاً.
إن من اللازم إذا أردنا أن نحقق التغيير وتطوير ذواتنا أن ندرك أهمية الأسئلة التي دائماً ما نطرحها فهي التي تبرز قدراتنا وهي التي تقرر ما نمارسه من علاقات وتسمح للقوى الكامنة في أدمغتنا بالالتقاء مع رغباتنا ، وكل تقدم يحققه الإنسان إنما يسبقه أسئلة جديدة ومتطورة ، وعندما تفشل في طرح الأسئلة فسيكون هناك فشل في تطوير الذات ونوعية الحياة.

منشور في الوطن 24/9/1430هـ
 0  0  7568