ماهو النجاح ؟!
الحكم على الاشياء دائمًا بحاجة إلى تريث، فالنجاح بمفهوم الأمم والمجتمعات أو حتى بمفهومنا نحن وما نتمناه للاخرين، هو ان يصل الانسان الى تحقيق اهدافه بطرق ابداعية ومبتكرة، لكن عندما يكون مفهوم النجاح بحسب مزاجية الأفراد. سنجد أنفسنا أمام صندوق برتقال متشابه في الشكل ومختلف في الطعم ولسنا أمام مفهوم.
بكل بساطة رغبة كلُّ منا في إرضاء ذاته وتحقيق أحلامه بحسب طعم النجاح في عقله الباطن، حيث يتباين مضمون النجاح من عمل إلى آخر بتباين الرؤى الشخصية، فبعض النجاحات حتى وان عصرنا عليها الليمون، وانعشناها بالبهارات، تظل نجاحات لا تستساغ سواء كانت نجاحات لأفراد او لمؤسسات.
على سبيل النجاح : رجل دخل غرفة مظلمة وأشعل فيها شمعة. هل نسمي هذا نجاح !؟ بالتأكيد لا يسمى نجاح فالنجاح هو إضاءة الغرفة، وإعادة توظيفها دورها في الأعمال وتغيير مصيرها. أوعلى سبيل النجاح أيضًا : فني مختبرات أسس فرقة فنون مسرحية. هل نسمي هذا نجاح!؟ بالطبع يسمى نجاح فالنجاح لا يعرف تخصص، أديسون مخترع المصباح ليس أكاديمياً، هو بائع صحف وخضار. عدم وقوعه في فخ التخصص بحد ذاته يسمى نجاح.
لكن لو أخذنا على سبيل النجاح أيضًا : السماح بدخول النساء السعوديات إلى ملاعب كرة القدم. هل نسمي هذا نجاح!؟ بالتأكيد لا يسمى نجاح فالنجاح لا يقاس على رضا فئة من المجتمع أخذت وضعية محور الأرض.! أو أخذنا على سبيل النجاح أيضًا : سعودية تعمل في مجال صناعة الصواريخ النووية.هل نسمي هذا نجاح!؟ بالتأكيد لا يسمى نجاح فالنجاح لا يعني أن يأخذ المتفوق وضعية آخر حبة.!
اذًا النجاح يمثل صفة معنوية اقرب ما تكون إلى الإبداع من حيث القيمة المادية، وهو حالة ليست نادرة الحدوث أو فريدة الظروف، قد نراه يتكرر مع أكثر من شخص وأكثر من حالة في وقت واحد، وعادة ما يمثل الجزء الاصغر من التجربة، بل في احياناً كثيرة يكون الترك أو الاهمال أو الاستغناء عن الأشياء بحد ذاته نجاح.
بقلم : عبدالله الخشرمي