التسربل بلباس الفضيلة !
ما أكثر صور النفاق العملي التي يمارسها المجتمع في كل شؤون حياته، هذه الصورة من النفاق لا يكاد يسلم منها أحد مهما بلغت منزلته أو علا قدره، فالتمسح بظاهر الفضيلة ديدن كثيرين، منها على سبيل المثال لا الحصر: من يتقدم لخطبة فتاة يلتزم جانب السكينة والوقار وتبدو عليه مظاهر الرجولة والسمت الحسن، فإن ظفر بالزوجة نالها منه سوء العذاب، وتمارسه الفتاة مع خطيبها بظهورها بمظهر الحشمة والحياء، وبعد أن يجتمعا في بيت واحد تظهر ما كانت تخفيه من عيوب، والنهاية الحتمية في الحالتين "الطلاق"، فما أكثر من يتسربل بلباس الفضيلة وليس من أهلها ؟.
ومن الصور أيضاً من يتسربل بظاهر التدين "اللحية والثوب القصير" ويتخذ من هذه الصورة سبيلاً لنيل مقاصده، إما إماماً لمسجد، أو خطيباً لمنبر، أو معلماً في تحفيظ القرآن، أو شيخاً قارئاً على المرضى الروحانيين (العين – السحر – المس) أو معبراً للرؤى والمنامات، أو مفتياً يتصدر المجالس والمنتديات.
ما سبق هي عينة عشوائية لصور النفاق في المجتمع في شكله العملي مع اختلاف النوايا والمقاصد، فمنهم من يسعى للشهرة، أو البحث عن المال، أو الزواج، أو الوظيفة، ومنهم من يتسربل بلباس الفضيلة لغايات دنيئة لنيل الشهوات والمنكرات، مثل هؤلاء لسانهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب ويروغون كما تروغ الثعالب.
تلك الصور مفاسدها على الفرد والمجتمع ظاهرة للعيان، فكم من بيوت تصدعت؟ وكم من أسر تفككت؟ وكم من أموال نُهبت؟ وكم من قلوب تباعدت؟ وكم من أمانات ضُيِّعت؟ عندما تسربلنا بلباس الفضيلة دون أن نكون من أهلها.
لم يكن للشكل أو المظهر لدى المجتمعات الغربية أدنى اعتبار في الحكم على الأشياء، فقد جعلوا للعقل والتفكير الحيز الأكبر في المعرفة والابداع، وهذا ما يبدو من طباعهم، فقلما تجد بينهم الطبقية، أو من يشعر منهم بأنه يسكن برجه العاجي، أو يرى من نفسه بأنه من جنس آخر غير الجنس البشري، فتلاشت مشكلاتهم وصفا طبعهم، وربما غلب علينا نحن العرب والمسلمين الاغترار بالشكل والمظهر دون الجوهر والمضمون.
ما أجمل أن نظهر على الحقيقة دون أن نتسربل، فالعبرة بالباطن لا بالظاهر، ومن يعلم السر وأخفى أعرف بخلقه، ومن الجميل أن نحترم التقاليد والعادة فهي من الشرع الحنيف، فليتحدث كل منا بما يشاء دون أن يتصنع، وليلبس كما يشاء دون أن يتصنع، وفي الحديث "إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"، وكلما تقدمنا في العمر تغيرت الأشكال والرسوم وازدادت وتجذرت لدينا القيم والمبادئ الإنسانية.
الأيام تظهر المعدن الأصيل لكل فرد من أفراد المجتمع، إذ تبدو عند التحام الصفوف صفة "الشجاعة"، وتبدو في مواقف العوز والحاجة صفة "الكرم" وتبدو في مواطن الريبة صفة "الحمية والغيرة" وتبدو في مواقف الخلوة صفة "العفة" وهكذا تظهر المواقف دون أن نشعر عندما توافق صفة جميلة هي من الجبلة والفطرة التي فطرنا الله عليها.
ومن الصور أيضاً من يتسربل بظاهر التدين "اللحية والثوب القصير" ويتخذ من هذه الصورة سبيلاً لنيل مقاصده، إما إماماً لمسجد، أو خطيباً لمنبر، أو معلماً في تحفيظ القرآن، أو شيخاً قارئاً على المرضى الروحانيين (العين – السحر – المس) أو معبراً للرؤى والمنامات، أو مفتياً يتصدر المجالس والمنتديات.
ما سبق هي عينة عشوائية لصور النفاق في المجتمع في شكله العملي مع اختلاف النوايا والمقاصد، فمنهم من يسعى للشهرة، أو البحث عن المال، أو الزواج، أو الوظيفة، ومنهم من يتسربل بلباس الفضيلة لغايات دنيئة لنيل الشهوات والمنكرات، مثل هؤلاء لسانهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب ويروغون كما تروغ الثعالب.
تلك الصور مفاسدها على الفرد والمجتمع ظاهرة للعيان، فكم من بيوت تصدعت؟ وكم من أسر تفككت؟ وكم من أموال نُهبت؟ وكم من قلوب تباعدت؟ وكم من أمانات ضُيِّعت؟ عندما تسربلنا بلباس الفضيلة دون أن نكون من أهلها.
لم يكن للشكل أو المظهر لدى المجتمعات الغربية أدنى اعتبار في الحكم على الأشياء، فقد جعلوا للعقل والتفكير الحيز الأكبر في المعرفة والابداع، وهذا ما يبدو من طباعهم، فقلما تجد بينهم الطبقية، أو من يشعر منهم بأنه يسكن برجه العاجي، أو يرى من نفسه بأنه من جنس آخر غير الجنس البشري، فتلاشت مشكلاتهم وصفا طبعهم، وربما غلب علينا نحن العرب والمسلمين الاغترار بالشكل والمظهر دون الجوهر والمضمون.
ما أجمل أن نظهر على الحقيقة دون أن نتسربل، فالعبرة بالباطن لا بالظاهر، ومن يعلم السر وأخفى أعرف بخلقه، ومن الجميل أن نحترم التقاليد والعادة فهي من الشرع الحنيف، فليتحدث كل منا بما يشاء دون أن يتصنع، وليلبس كما يشاء دون أن يتصنع، وفي الحديث "إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"، وكلما تقدمنا في العمر تغيرت الأشكال والرسوم وازدادت وتجذرت لدينا القيم والمبادئ الإنسانية.
الأيام تظهر المعدن الأصيل لكل فرد من أفراد المجتمع، إذ تبدو عند التحام الصفوف صفة "الشجاعة"، وتبدو في مواقف العوز والحاجة صفة "الكرم" وتبدو في مواطن الريبة صفة "الحمية والغيرة" وتبدو في مواقف الخلوة صفة "العفة" وهكذا تظهر المواقف دون أن نشعر عندما توافق صفة جميلة هي من الجبلة والفطرة التي فطرنا الله عليها.