×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

المفتاح في خشرم

عندما يصل الانسان بعد فوات الأوان. أو عندما يسبقه الاخرون إلى عمل محمود كان ينوي القيام به. يقال له : المفتاح في خشرم. وهو مثل من الأمثال الشعبية الدارجة في منطقة عسير جنوب المملكة العربية السعودية. ومن الموروث الثقافي والحضاري لمنطقة قبائل رجال الحجر الواقعة شمال منطقة عسير. حيث يعد هذا المثل تركة عامرة بالحكمة والآداب التي خلفها لنا أجدادنا لتجد طريقها في مواقفنا اليومية. فنتعلم منها ما يعيننا على متطلباتنا الحياتية. وظروفنا المعيشية.

وقصة هذا المثل هي : أن قوماً حاصروا قلعة محصنة. وبينما انشغل المقتحمون بالالتحام. وجمع الغنائم اثناء الاقتحام. انشغل رجل من خشرم باغتنام مفتاح القلعة رغم المخاطر المحدقة به. فظفر بالمفتاح وسرى به ليلاً إلى أهله. وعندما استراحوا بعد جمع الغنائم وتقسيمها. تنبهوا إلى نسيانهم مفتاح القلعة وهو دليل انتصارهم. ورمز قوتهم وافتخارهم. وقديماً كانوا يحرصون بعد الانتصار على أخذ مفتاح القلعة أو الحصن. فهو في النفوس أهيب. وفي الشجاعة أصعب. وفي الأمجاد أطيب. فبحثوا عنه ولم يجدوه. وأدركوا بأن الرجل الذي دلهم على القلعة. ولم يتقاسم معهم الغنائم. قد غنم المفتاح وأكتفى به. فصاح أحدهم : المفتاح في خشرم. فجرت مثلاً.

ويضرب اليوم في بيان أهمية الفراسة. وسرعة البديهة. وينبه إلى فضل قيمة المكاسب المستدامة عن المكاسب المؤقتة. وأن من تجاوز طاقته في جمع الأشياء. أو أخر إنجازها في حينها. سيناله التقصير عن بلوغها. وأن يحرص الانسان على عمل ما يكسبه الذكر الجميل. كحرصه على كسب ما يوفر له صلاح معاشه وأمر دنياه.

بقلم : عبدالله بن معدي الخشرمي
 0  0  1657