المساجد والمقابر تشتكي فهل من مغيث ؟!
تشرفت وجموع من المؤمنين بالصلاة في جامع الفيصلية بمحافظة جدة لفريضة المغرب مساء الاحد الموافق 9-6-1439 ثم الصلاة على احد الأموات نسأل الله له الرحمة والمغفرة ولذويه الصبر والسلوان وكلنا ذاك الرجل ثم انتقلنا الى المقبرة وواريناه الثرى ذلك الشاب واستودعناه من لا تضيع عنده الودائع ومما اثار الدهشة غياب وزارة الأوقاف عن صيانة هذا المسجد المبارك وتطويره ليتواكب مع المساجد من حوله التي أقامها أهل البر والخير وكذلك المنطقة المحيطة به ، وهذه المقبرة العتيدة والتي تضم في احشائها عشرات الآلاف من المؤمنين والمؤمنات والتي تبعث على الرثاء وحتى البكاء لهذا الإهمال وانعدام النظافة حولها واسوارها المتهالكة وغياب المسؤولية، والحقيقة المرّة أن معاناة مسجد ومقبرة الفيصلية تنسحب على اغلب المساجد والمقابر على مستوى الوطن.
نحن كلنا راحلون يا وزير الأوقاف من هذا الدنيا وسوف نكون يوما ما من سكان هذه المقابر فلماذا تهمل المقابر والمساجد لتكون بهذه الحالة المحزنة، قال الله تعالى: (وأن المساجد لله) وورد في الحديث الشريف (حرمة الميت كحرمة الحي) فالمقابر والمساجد وخدمات الموتى من صميم واجبات وزارة الأوقاف الموقرة، والسؤال الكبير الذي يطرح نفسه لماذا لا تحظى هذه المرافق الهامة بالرعاية والاهتمام من وزارة الأوقاف وكأنهم سوف يخصص لهم مقابر من فئة (في آي بي) وحتى خدمات الموتى لم تكن ضمن اهتمامات اوقاف المناطق والمحافظات وتترك هذه الخدمة للجمعيات الخيرية دون ان تساهم الأوقاف بدعم هذه الجمعيات لأنها تدعم من اهل الخير فقط وبعض الداعمين الرئيسيين قد انتقلوا الى بارئهم فتدنى مستوى الخدمة لضعف الامكانات وحكومتنا الرشيدة لا تبخل ولن تبخل ولكن البخيل المسؤول الذي لا يكلف نفسه القيام بزيارات دورية لهذه المرافق الهامة جدا والاعتماد على مراقبي المساجد وهم أناس عاديين لا يملكون الخبرة والتأهيل ثم انهم لا يملكون برنامجا مجدولا ولا يقدمون تقارير وربما لا يقابلون المسؤول الا عند طلب الاجازة.
زرت بعض مكاتب الأوقاف فوجدت موظفين طيبين يعيشون همّ يومهم بانتظار ما ينقط به مديرهم من أوامر وتوجيهات.
وقد اتصل بي بعض المهتمين من أبناء محافظة النماص يشكون حاجة الجمعية الخيرية بهذه المحافظة للدعم والرعاية وخصوصا خدمات الموتى وغيرها كثير من الجمعيات الخيرية في كل ارجاء الوطن تعيش نفس المعاناة، وهذا نداء لذوي اليسار على مستوى الوطن.
وقبل الختام اتساءل اين دور وزارة الأوقاف عن المساجد المقامة على الطرق السريعة والاحياء الشعبية والقرى والهجر وحتى المقابر ؟! أليست بيوت الله قال الله تعالى: (وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود)، والمساجد كلها بيوت الله وفيها القائمين والركع السجود، يامعالي الوزير وفقكم الله لأداء الأمانة التي حملكم إياها خادم الحرمين الشريفين وقد اقسمتم اليمين، امنحوا هذه المرافق جزء من وقتكم واهتمامكم، وفي الختام اذكّر بأن بعض المساجد بحاجة ماسة لتجديد الأثاث والمصاحف وتطوير أدوا ت النظافة وتفعيلها، وكان الله في عونكم وكل العاملين في وزارتكم وأنتم على باب من أبواب الخير والمثوبة فاغتنموها،
والله المستعان ..
صالح حمدان