×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
×

الاخلاق والحياء صفتان متلازمتان لا تفترقان



من كمال إيمان المؤمن والمؤمنة أن يكونا على خلق وحياء عظيمين والأخلاق ترتبط بالرجل أكثر من المرأة ومن كما ل إيمان المرأة المسلمة الحياء، والحياء يرتبط بالمرأة أكثر من الرجل بحكم الفارق في التكوين العقلي والعاطفي وهما صفتان ملازمتان للرجل والمرأة.
من أعظم صفات الرجل سمو أخلاقه، قال الله سبحانه وتعالى في مدح نبيه محمد عليه الصلاة والسلام: (وإنك لعلى خلق عظيم) ومتى ما تحلى الرجل بالأخلاق النبيلة فإنه يحسن الحديث ويحسن الاستماع ويتواضع مهما علا منصبه إلى جانب مرافقته للصالحين وابتعاده عن أرباب السوابق ومواطن الشبهات، ومن كمال أخلاقه أيضا الحياء ومن سمة الحياء خفض الصوت وغض البصر، ويقال إذا اشتد حياء المرء صان عرضه ودفن مساوئه ونشر محاسنه.
وكما قال الفرزدق في مدح علي بن زين العابدين بن علي رضي الله عنهم:
يغضي حياء ويغضي من مها بته....فلا يكلم إلا حين يبتسم
والحياء شعبة من شعب الإيمان، فإذا سقط الحياء عن الرجل أو المرأة أصبح كلاهما بلا ضوابط تضبط أقواله وأفعاله وتنظم حركته في المجتمع ويفقد الخوف مما يعاب به أو يذم عليه إلا ان المرأة لابد ان تتفوق في الحياء، قال الله تعالى: (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء)، نلحظ في الآية الكريمة أن مشيتها على استحياء وأن كلامها على استحياء أيضا.
والحقيقة المرّة أن المرأة إذا فقد ت الحياء فإنها تنسلخ من أنوثتها وتصبح مسخا لا تبني أسرة ولا تصلح ربة بيت ولا تصلح بالمطلق أن تكون أما وتذوب شخصيتها في المجتمع بلا معنى يلهو بها أصحاب الهوى وتنجرف مع هذا التيار أو ذاك الذي لا يحترم انوثتها وخصوصيتها وتعيش بقية عمرها تجتر مرارة الاثم والوزر، والحرمان من الأمان الاسري والمجتمعي وتبقى تندب حظها الذي اوقعها في اتون المعصية ومخالفة ناموس المرأة الرباني.
إن انجرار المرأة للملاعب ومراكز الترفيه بلا محرم يخلع عنها ميزة الحياء وقد ظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي بمظهر يبعث على القلق والاستهجان والعتب واللوم على أولياء الأمور وكما قال الرسول صلى عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )،وما حدث في الحرم النبوي الشريف يعد نقلة خطيرة في فكر المرأة وثقافتها الدينية والمجتمعية وابتعادها عن الموروث الاسري وقدسية الزمان والمكان، ومما يطمئن أن الجهات المعنية استطاعت ولله الحمد أن تصل الى هؤلاء النسوة لتوقد في نفوسهن شعلة الايمان وقدسية المكان والزمان ،ونرجو أن يؤخذ على أيديهن للعبرة وعدم العودة لمثل هذا الفعل السيئ الذي يخدش حرمة الحرم النبوي الشريف، وهنا وهناك بعض الخروقات النسوية والرجالية للحياء في المجتمع ولكنها فردية و لن تؤثر بإذن الله على مسيرة مجتمعنا السعودي المسلم في بلد الحرمين الشريفين والجهات الأمنية ولله الحمد تعنى بهذا الجانب وتوليه جل اهتمامها ورعايتها قال الله تعالى : (ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ).
والله المستعان.

صالح حمدان
 0  0  872